منطقة على حافة الانفجار

منطقة على حافة الانفجار

منطقة على حافة الانفجار

 العرب اليوم -

منطقة على حافة الانفجار

بقلم : عبد اللطيف المناوي

الشرق الأوسط يقف اليوم على حافة هاوية لا تخفى معالمها. إذ لم يعد التصعيد بين إسرائيل وإيران مجرد تبادل ردود محسوبة أو رسائل عبر أذرع أو وكلاء تقليديين، بل تحوّل إلى صراع مباشر بين دولتين تملكان أدوات دمار واسعة. الضربات الأخيرة التى تبادلتها تل أبيب وطهران تنذر بتحول جذرى فى معادلة الأمن الإقليمى، وربما بداية لانهيار توازنات حاولت قوى فى العالم أن تؤسس لها، ربما من بعد انتهاء حرب الخليج الثانية.

لقد أقدمت إسرائيل على شن واحدة من أخطر عملياتها داخل العمق الإيرانى، مستهدفة بشكل مباشر مجموعة من أبرز القيادات والمسؤولين فى الدولة، مثل قائد الحرس الثورى حسين سلامى، ورئيس هيئة الأركان محمد باقرى، إلى جانب العالم النووى البارز محمد مهدى طهرانجى، وذلك عن طريق شبكة من العملاء استطاعت إسرائيل تجنيدها منذ فترة لاختراق المنظومة الأمنية الإيرانية. وهو فى الحقيقة اختراق أوسع للمجتمع الذى بدا غير راض عن نظام الملالى.

رد إيران جاء هذه المرة من داخل أراضيها، لا عبر وكلائها التقليديين. أكثر من 100 طائرة مسيّرة ومئات الصواريخ الباليستية أُطلقت نحو إسرائيل، بعضها اخترق منظومات الدفاع، مسببًا خسائر لم تكن مادية أو بشرية كبيرة، لكنها خلفت أثرًا نفسيًا عميقًا داخل الشارع الإسرائيلى، وأظهرت أن الردع لم يعد حكرًا على طرف دون الآخر.

وهنا تكمن خصوصية هذه الجولة، لأول مرة منذ سنوات طويلة، يُستبعد دور الوكلاء الإقليميين كحزب الله أو الحوثيين أو حماس أو الميليشيات العراقية، ما يعنى أن إسرائيل وإيران دخلتا مواجهة مباشرة تُدار بأدوات الدولة، وليست عبر حروب الظل. هذه الحقيقة ترفع من مستوى الخطورة، إذ أن كل ضربة قد تجر ردًا أعنف، وكل تصعيد قد يفتح أبواب حرب إقليمية واسعة.

فى هذا المشهد المشتعل، تتخذ الولايات المتحدة موقف الصمت البارد. إدارة ترامب تحدثت عن حماية طبيعية لإسرائيل، ودعوة للتهدئة، هذا الصمت يُقرأ فى طهران على أنه تواطؤ غير معلن، وربما رغبة أمريكية فى إنهاك إيران، أو فى اختبار قدرتها على الرد فى ظل عقوبات اقتصادية وعزلة دبلوماسية متزايدة، كما يقرأ فى إسرائيل باعتباره ضوءًا أخضر، لكن تل أبيب دائمة الشكوى مما تعتبره طلبًا للمزيد من الأضواء!

سيناريوهات المرحلة المقبلة مفتوحة على احتمالات خطيرة، إسرائيل قد تُكرر الضربة على منشآت نووية، أو تسعى لتصفية مزيد من القيادات الإيرانية. بالمقابل، قد تتجه إيران إلى توسيع نطاق الرد بضربة مؤلمة تُربك الداخل الإسرائيلى، أو تُفاجئ العالم باستعراض قدرات لم تكشف عنها بعد.

وفى غياب وساطات حقيقية أو ضغوط دولية فاعلة، فإن المنطقة تتجه نحو منعطف خطير، فكل طرف يراهن على كسر الآخر دون حساب لكلفة الانفجار، والنتيجة قد تكون انهيارًا أمنيًا واسعًا لا يقتصر على تل أبيب وطهران، بل يمتد إلى المنطقة بأكملها.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطقة على حافة الانفجار منطقة على حافة الانفجار



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:19 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

بسمة بوسيل تكشف سراً جديداً عن روتينها اليومي

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها

GMT 16:11 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أنوشكا تهاجم مشاركة البلوغرز في الأعمال الفنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab