العودة إلى نقطة الصفر

العودة إلى نقطة الصفر!

العودة إلى نقطة الصفر!

 العرب اليوم -

العودة إلى نقطة الصفر

بقلم: عبد المنعم سعيد

على مدى أكثر من قرن وربع القرن استمر الصراع العربي/ الفلسطيني - الإسرائيلي في شكل موجات من العنف والحرب؛ ولأكثر من نصف الفترة الزمنية وُصف الأمر الدامي بأنه «صراع وجودي» إذا انتصر فيه طرف كان الطرف الآخر مهزوماً، وإذا فازت ناحية كُتب على الأخرى الخسران المبين. المعادلة باتت صفرية حتى عندما جرى التقسيم لفلسطين فقد كان العرب وبن غوريون أيضاً يعتقدون أنه سوف يكون هناك يوم آخر وجولة أخرى، وهو ما حدث فعلاً في حرب السويس 1956، وحرب يونيو (حزيران) 1967، ثم حرب الاستنزاف 1968 - 1969.

حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 بدأت مرحلة جديدة None - Existential، وللمرة الأولى التقى عرب مصريون وسوريون من أجل وقف إطلاق النار وفصل القوات عن بعضها بعضاً؛ وقام الرئيس أنور السادات بزيارة القدس في ملحمة انتهت بأول معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل. كانت هناك الوساطة الأميركية التي بحثت كيف تكون الحرب آخر الحروب؛ ولكن ما حدث كان أن هناك حروباً ليست بالضرورة بين إسرائيل ودول عربية؛ وإنما دخل على خط التناقض التاريخي منظمات سياسية - عسكرية مثل منظمة التحرير الفلسطينية وبجوارها، وليس بالضرورة متحالفاً معها، منظمات في اليسار واليمين تقوم بدور المقاومة التي امتدت من خطف الطائرات إلى دول عربية أخرى مثل لبنان؛ بينما أخذت شكل الانتفاضة داخل فلسطين.

حرب أخرى لتحرير الكويت ورافقها انتهاء الحرب الباردة، قام الرئيس الأميركي جورج بوش الأب بعقد مؤتمر مدريد لكي يسفر عن شبكة من المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف، وانتهت إلى سلام أردني - إسرائيلي، وما عُرف باتفاق أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، ودخل ياسر عرفات إلى أرض فلسطين. مر عقدان بعد ذلك حتى أقامت دول عربية أخرى معاهدات سلام مع إسرائيل.

تغير الموقف على هذه الحالة جعل ميزان الصراع يميل إلى صنع السلام بخاصة أن «الربيع العربي» أسفر عن اتجاه إصلاحي يعطي الأولوية لعمليات البناء الداخلي والحداثة وتجديد الفكر الديني والمدني في أكثر من دولة عربية، ومن ثم بات من الضروري إعطاء الاهتمام لتسوية الصراعات الإقليمية بما فيها القضية الفلسطينية.

ولكن «الربيع» أسفر على الجانب الآخر وبتشجيع من إيران ما عرف بتيار المقاومة والممانعة.ثم جاء هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي قامت به «حماس»، ونشبت على أثره «حرب غزة الخامسة» التي ما زالت جارية وجوهرها السعي الإسرائيلي لإعادة احتلال غزة، وإعادة بناء المستوطنات فيها، وفوق ذلك كله إجلاء الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية أيضاً. كانت إسرائيل قد تغيرت، ومع «الربيع الإسرائيلي» لمقاومة محاولات الوزارة الإسرائيلية لتغيير دور المحكمة العليا، فإن تياراً محافظاً وتوراتياً بات مصمماً على غزو غزة والضفة الغربية وإجلاء أهلها أو الجزء الأكبر منها إلى خارج فلسطين.

تدريجياً، عاد الصراع إلى صورته الوجودية الأولى التي امتدت إلى ساحات جديدة في البحر الأحمر، وإيران، والعراق، وسوريا، واليمن ولبنان؛ وفيما عدا مشاركة مصر وقطر في الوساطة بين «حماس» وإسرائيل؛ فإن القضية برمتها جرى تسليمها للولايات المتحدة التي باتت جزءاً من عملية السلام والحرب أيضاً!الحقيقة الآن هي أن الصراع بأكمله أولاً اتسع لكي يشمل إيران التي أحضرت معها السلاح النووي؛ وثانياً أنه بات إقليمياً نتيجة الفواعل من غير الدول؛ وثالثاً أنه بات مطلاً على عملية إعادة ترتيب المنطقة العربية الشرق أوسطية كما تجري مشاهدها الجغرافية والديموغرافية في سوريا، ولبنان، والضفة الغربية وغزة. الحقيقة أيضاً أنه رغم الأهمية الكبرى للولايات المتحدة في الصراع، فإنها لم تكن نافذة إلا في المراحل الأولية للسلام من وقف القتال إلى فصل القوات. الواقع هو أن السلام تم في معظم الأوقات من داخل الإقليم بعد أن ذهب الرئيس السادات إلى القدس ليكون السلام المصري - الإسرائيلي، وبعد أن استخدم الملك حسين ترتيبات مؤتمر مدريد لكي يعقد السلام الأردني - الإسرائيلي، وبعد أن اتخذ ياسر عرفات مسار مفاوضات أوسلو كانت الخطوة الأولى في السلام الفلسطيني.

ومع الامتداد الإيراني إلى أربع عواصم عربية وجدت الإمارات والبحرين سبيلاً للمواجهة في نوع من التطبيع؛ ونتيجة ظروف محلية في السودان ووجوده على قائمة الإرهاب حدث الأمر نفسه. وهكذا، فإذا كان السلام كما الحرب لا يأتي إلا إقليمياً فما هو الطريق الموصل لهذا الأمر لمواجهة الحالة المنذرة التي يعيشها الإقليم التعيس!

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

GMT 15:39 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

البيانات وحدها لا تكفي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى نقطة الصفر العودة إلى نقطة الصفر



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:36 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تستيف المشهد الانتخابي

GMT 15:35 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

الرسالة الأصلية

GMT 16:19 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

بسمة بوسيل تكشف سراً جديداً عن روتينها اليومي

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها

GMT 15:49 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

الجيش الإسرائيلي يشن 120 غارة على غزة

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab