الانتقام في راموت

الانتقام في راموت

الانتقام في راموت

 العرب اليوم -

الانتقام في راموت

بقلم : عبد اللطيف المناوي

الهجوم المسلح الذى وقع فى مستوطنة راموت الإسرائيلية فى القدس، والذى أودى بحياة سبعة إسرائيليين وأصاب أكثر من 14 آخرين، حسب حصيلة معلنة وقت كتابة هذه السطور، مخطئ من يظنه مجرد حادث عابر فى مشهد الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، بل هو مؤشر صارخ على عمق الجرح المفتوح الذى يعيشه الشعب الفلسطينى تحت وقع المجزرة المستمرة فى غزة.

الرواية الإسرائيلية نفسها تكشف أن منفذى العملية شابان فى العشرين من عمرهما، بلا سوابق أمنية. هذه التفاصيل ليست ثانوية فى الخبر أو فى البيان الإسرائيلى، بل هى تفاصيل تحمل دلالات جوهرية، أن ما حدث لم يكن نتاج انتماء تنظيمى أو تخطيط طويل الأمد، وإنما انفجار لحظة انتقامية مرشحة للاستمرار، فى وجه آلة قتل مستمرة.

المنفذان لم يشهدا انتفاضة الثمانينيات، ولا انتفاضة الأقصى فى بداية الألفية الجديدة. بالكاد سمعا عن الراحل ياسر عرفات أو عن الشيخ ياسين وما سبقه من رجال المقاومة. المنفذان لم يعرفا سوى واقع محاصر بحواجز الاحتلال، مدجج بالمجازر وحصار التجويع فى غزة، ومثقل بالاقتحامات اليومية فى الضفة الغربية. العملية بالتأكيد هى رد على صور الأطفال فى غزة تحت الأنقاض، وعلى أحاديث العجائز المستغيثين يوميًا، وعلى أصوات النساء وهن يصرخن ويبكين لفقد عزيز.

منطق الأحداث يقول إن العمليات الفردية كعملية راموت سوف تستمر ما دامت إسرائيل ماضية فى سياسات القتل الجماعى، ومحو غزة من الوجود وتهجير سكانها، وتوسيع الاستيطان حتى فى الضفة. فحين يغلق الجيش الإسرائيلى القرى، ويقتحم المخيمات، ويحوّل الحياة اليومية إلى جحيم، فإن الرد سيأتى، عاجلًا أو آجلًا، من شباب لا تعنيهم الحسابات السياسية أو الانتماءات، بل تحركهم مشاعر الغضب والضيق. إنها معادلة بسيطة، فكلما طالتهم وحشية الاحتلال وآلة العنف التى لا ترى إلا الدم، كلما وُلد جيل جديد أكثر استعدادًا للتضحية والانتقام، وهنا سيكون انتقاما لا يفرق بين جيش أو مواطنين.

عملية راموت المسؤول عنها هو نتنياهو بكل تأكيد. فاستمرار الحرب فى غزة يعيد إشعال الضفة الغربية، ويكسر وهم القدرة على الفصل بين الجبهتين، بل يكسر وهم القدرة على الحفاظ على الأمن الداخلى دون هجمات، كما يكسر وهم فكرة أن المقاومة هى حماس فقط!

إن الحديث عن غياب العدل، وعن الردع فى غياب الحل السياسى، هو مجرد وهم. فالتاريخ أثبت أن القتل والدمار لا يطفئ جذوة المقاومة، بل يؤججها. ولن يكون هجوم راموت الأخير، بل قد يكون بداية لموجة جديدة من العمليات إذا استمر الاحتلال فى سياسة القوة وحدها. ما تحتاجه المنطقة ليس مزيدًا من القذائف والرصاص، بل شجاعة سياسية للاعتراف بحقوق الفلسطينيين، وإرادة دولية لفرض وقف آلة القتل والتدمير. وحده السلام العادل، لا السلاح ولا الدم، كفيل بقطع هذه السلسلة المفرغة من العنف والانتقام، وأذكّر من جديد، لن تكون عملية راموت هى الأخيرة، وعلى إسرائيل أن تدرك هذا جيدًا.

 

arabstoday

GMT 10:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أجيال .. وأجيال

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يطغَى الفُجور في الخصومة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتقام في راموت الانتقام في راموت



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab