مؤتمر نيويورك فلسطين تقتحم المنبر الدولي

مؤتمر نيويورك: فلسطين تقتحم المنبر الدولي

مؤتمر نيويورك: فلسطين تقتحم المنبر الدولي

 العرب اليوم -

مؤتمر نيويورك فلسطين تقتحم المنبر الدولي

بقلم : نبيل عمرو

في يوم ما لا بدّ أن تتوقف الحرب على غزّة، ومهما كانت نتائجها، فإنّ مجرد توقفها سينقل الفلسطينيين، وقضيتهم، من مكانٍ كانوا فيه الطرف الأضعف عسكرياً، إلى مكانٍ تكون فيه إسرائيل الطرف الأضعف سياسياً.

وهذا التطوّر الذي بدأت مقدّماته بالظهور خصوصاً على صعيد الدول الغربية، وغيرها من دول العالم، هو أحد الأسباب الجوهرية للقلق الذي تشعر به إسرائيل، جرّاء وقوعها في عزلةٍ غير مسبوقةٍ في تاريخها، حين كان الغرب كله حاضنةً دافئةً ومضمونةً لها؛ ظالمةً أم مظلومة.

قلق إسرائيل من المغزى الذي ينطوي عليه مؤتمر نيويورك الوشيك، أوصل قيادتها السياسية إلى حالة من الانفعال وفقدان التوازن في اتخاذ القرارات، منها مثلاً قرار منع الوفد الوزاري العربي من زيارة رام الله، مع أنّ الوفد لا يمثل فقط الدول المشاركة فيه، بل يمثل العرب والمسلمين جميعاً، وقرارٌ كهذا تضاعفت آثاره السلبية؛ إذ إنه جاء في وقتٍ يجري فيه الحديث عن التطبيع، بما يغلق الباب أمام أي تقدمٍ في هذا الملف.

أمّا إذا نُظر للأمر من زاوية التصريحات الصادرة عن أقطاب المستوى السياسي من رئيس الوزراء إلى وزيري الخارجية والدفاع، فلا مغالاة لو وصفت بالجنونية، ليس فقط ضد الفلسطينيين والعرب، بل وصل الأمر إلى فرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون بالذات، وبريطانيا كذلك، إذ بلغت التصريحات مستوى الإنذار والتهديد.

مؤتمر نيويورك الوشيك، ومن خلال كثافة ونوعية المشاركين فيه، يجسّد خطواتٍ عمليةً ونوعية نحو نقل حل الدولتين المجمع عليه عالمياً؛ من دائرة الشعارات والمطالب إلى دائرة العمل نحو تجسيده.
إنّ المغزى الاستراتيجي للمؤتمر لا بدّ أن يواجه بعملٍ إسرائيليٍ مضاد، وهنا ينبغي أن يتجه الجهد إلى الرئيس ترامب

وما يقلق إسرائيل أكثر هو الاعترافات بالدولة الفلسطينية، سواءٌ ما تمّ منها وما يتمّ الوعد به، وهذا سيضع الدولة العبرية أمام واقعٍ لا تملك القدرة على محاصرته والحدّ من تطوراته، ورغم ظهور تحفظات أميركية على الاعتراف المسبق بالدولة الفلسطينية، وفق مقولة رفض الاعتراف أحادي الجانب، فإنّ الشكوك الإسرائيلية حول ثبات الموقف الأميركي تزداد كل يوم، خصوصاً بعد توالي مؤشراتٍ مستجدة على تراجع المكانة الإسرائيلية في الحسابات الأميركية؛ مثل استثناء إسرائيل من الزيارة الأخيرة للسعودية وقطر والإمارات، وإبرام اتفاق مع الحوثي من دون أي تشاورٍ أو تفاهمٍ مع إسرائيل، إضافةً إلى التهميش القديم المتجدد لها في الملف الإيراني.

كل ذلك يُنظر إليه في إسرائيل بقلقٍ ورعب مبررٍ وفق معادلةٍ منطقية تقول إنّ ما حدث من مؤشراتٍ لا يوجد ما يمنع من أن يحدث مثلها بشأن القضية الفلسطينية، وبتأثيرٍ من الموقف العالمي المتنامي حول قيام الدولة الفلسطينية.

كانت حرب الجبهات السبع، التي هدأت في أماكن وتصاعدت في بؤرتها الأساسية غزة، أظهرت بالفعل موقفاً أميركياً منحازاً لإسرائيل في كل فصولها، خصوصاً في الفصل الأخير منها الذي بدأ مع قدوم الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، غير أن المخاوف الإسرائيلية ليست بشأن غزة والحرب عليها، ولا حتى بشأن إطلاق يدها في سوريا ولبنان، حيث الجهد العسكري لإسرائيل لم يتوقف على تلك الجبهة، بل هي مخاوف ما بعد ذلك، وهي حقيقية في اتجاهين.

مؤتمر نيويورك

الأول… الوضع الداخلي في إسرائيل، المرشح للتفجر في اليوم التالي بعد حسم الحرب على غزة بتوقفها.

والثاني… تفرغ العالم لحلّ القضية الفلسطينية من جذورها، بما لا يضمن عدم تغير الموقف الأميركي، بفعل الإجماع الدولي حول حتمية إقامة الدولة الفلسطينية.
قلق إسرائيل من المغزى الذي ينطوي عليه مؤتمر نيويورك الوشيك، أوصل قيادتها السياسية إلى حالة من الانفعال وفقدان التوازن في اتخاذ القرارات

دائماً يجدر تذكّر تصريح وزير الدفاع الأميركي السابق لويد أوستن، الذي أدلى به في الأيام الأولى للاجتياح الإسرائيلي البري لغزة، حيث قال مخاطباً صنّاع القرار في إسرائيل: “إنكم ستكسبون تكتيكياً من الاجتياح، إلا أنكم ستخسرون استراتيجياً”.

انتقال الفلسطينيين وقضيتهم من المكان الذي تتفوق فيه إسرائيل عليهم وهو الحرب العسكرية، إلى المكان الذي يتفوق فيه العالم على إسرائيل في المجال السياسي، يبدو هو ما عناه أوستن، وهو ما ينطوي عليه فعلاً مؤتمر نيويورك وتفاعلاته.

إنّ المغزى الاستراتيجي للمؤتمر لا بدّ أن يواجه بعملٍ إسرائيليٍ مضاد، وهنا ينبغي أن يتجه الجهد إلى الرئيس ترامب الذي يجسد مؤتمر نيويورك بالنسبة إليه فرصةً لتحقيق وعده بإنهاء الحروب في المنطقة، وهذا لن يتم بصورة ميكانيكية بديهية، بل بجهدٍ مباشرٍ ومواظب مع الرئيس ترامب لترجيح رؤيته لمؤتمر نيويورك على أنه فرصة تستحق أن تُستثمر.

arabstoday

GMT 16:49 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

‎سقوط الأوهام بعد الهجوم على الدوحة

GMT 16:46 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

جاري لينكر ينتصر على الـ«بي. بي. سي»

GMT 14:29 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

أعمال الخير ليست في بناء المساجد فقط

GMT 12:17 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

هل يمكن العودة للسلام؟

GMT 05:58 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

السابقة الكبرى

GMT 05:56 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

ما بعدَ هجوم الدوحة

GMT 05:54 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

الدوحة... وجنون نتنياهو

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر نيويورك فلسطين تقتحم المنبر الدولي مؤتمر نيويورك فلسطين تقتحم المنبر الدولي



هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 03:47 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

إسرائيل تعلن طلب مسؤولين بحماس مغادرة غزة

GMT 01:56 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

شأن ما جرى في قطر!

GMT 12:17 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

هل يمكن العودة للسلام؟

GMT 03:52 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

جيش الاحتلال يعتقل شابًا سوريًا بريف القنيطرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab