اليوم التالي للمنطقة

اليوم التالي للمنطقة

اليوم التالي للمنطقة

 العرب اليوم -

اليوم التالي للمنطقة

بقلم: نبيل عمرو

منذ اندلاع حرب غزة، وعلى نحو مبكر، ظهر مصطلح «اليوم التالي»، وجرى نقاش دولي واسع حوله، قادته الدبلوماسية الأميركية، كأن الحرب على غزة حُسمت في أيامها الأولى ولم يبقَ سوى ترتيب أوضاعها فيما بعد الحرب.

نتنياهو وحده لم ينجرّ إلى هذا النقاش، رغم الإلحاح الأميركي عليه، فارضاً أجندته الحربية على الجميع، وعنوانها: «بعد النصر المطلق، لكل حادثٍ حديث».

على مدار السنة، التي لا تزال الحرب مشتعلة فيها وقد ولّدت حرباً مماثلة في قوة النار والدمار على الجبهة الشمالية، يواصل نتنياهو اعتناقه أجندة «النصر المطلق»، ولكن هذه المرة على الشرق الأوسط كله، معلناً، بالقول والفعل، أن أي مبادرة، كي يقبل بها، لا بد من أن تكون محطةً على طريق نصره المنشود.

تَواصُل الحرب على غزة وتواصُل الاشتعالات جرّاءها في كثير من مناطق الشرق الأوسط، وأكثرها سخونة الآن الجبهة الشمالية، ألقى ظلالاً على سؤال «اليوم التالي بشأن غزة»، ليحل محله سؤالٌ أكبر منطقية وإلحاحاً: ما «اليوم التالي لاشتعالات الشرق الأوسط» وكيف يكون؟

هل ستتواصل «إدارة الأزمات» بما يؤدي إلى انفجارها في وقت ما - وهذا ما حدث فعلاً على امتداد القرنين العشرين والحادي والعشرين - أم يذهب العالم نحو جهدٍ جديد أكبر فاعلية ويوفر هدوءاً مستداماً على مستوى المنطقة بأسرها؟

بعد حرب الخليج الثانية فُتح ملف القضية الفلسطينية على الحل، ونُظّم «مؤتمر مدريد» ومحادثات واشنطن وأوسلو السرية، وأدى ذلك كله إلى مشروع سلام دولي، كان واعداً في بداياته، ثم ما لبث أن انهار، ليتحول السلام المنشود إقليمياً ودولياً إلى حالة حربٍ هي الأشدّ دماراً وإراقة للدماء من كل الحروب التي سبقتها، ويُستخلص من ذلك كله أن القضية الفلسطينية إن لم تجد حلاً جذرياً ترى كل الأطراف مصلحةً لها فيه، فالحرب هي البديل، وهذا ما حدث ولا يزال يحدث؛ ليس في فلسطين وحدها، بل على مساحات أوسع من الشرق الأوسط.

سؤال «اليوم التالي للمنطقة» أُجيبَ عنه بصورةٍ يُتوقع أن تكون أكبر فاعلية ونجاعة من كل ما سبقها من جهودٍ ومبادرات، والمعني هنا تحديداً الجهد السعودي، الذي بدأت مقدماته الأولية في نيويورك لينطلق رسمياً وفعلياً من الرياض.

المناخ مُواتٍ لانطلاقةٍ فعّالة هذه المرة، وما أعنيه بالمناخ هو الإجماع الدولي على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة أضحى ضرورة حتميةً للهدوء والاستقرار في المنطقة، وأن الوقت حان لمغادرة «إدارة الصراعات» نحو «حلها جذرياً».

في الماضي وُلدت «المبادرة السعودية للسلام»، التي تحولت إلى «عربية إسلامية»، غير أن «العواصف العاتية» التي هبّت على الشرق الأوسط، و«التجاهل» الأميركي والإسرائيلي لها، لم يوفرا للمبادرة ما تحتاج إليه من مقوّمات فعلية لتطبيقها. أمّا ما يجري عمله الآن، وبعد كل الكوارث التي حلّت بالمنطقة، ومنها ما هي فيه الآن، فيستحق الرهان عليه، ويستحق أن يكون جواباً عن سؤال «اليوم التالي»؛ ليس بشأن غزة فقط، وإنما بشأن المنطقة كلها.

البداية واعدة، والاحتشاد الدولي معها وفي سياقها وفي جهدها يجسّد أرضية لحلٍ تأخر كثيراً وكانت أثمان الفشل فيه باهظة.

لقد سئِم العالم تكرار مصطلح «حل الدولتين» دون جهدٍ جادٍ لإقامة الدولة التي لم تقم، وآن الأوان لأن ينخرط العالم كله في جهدٍ منظمٍ ومواظَب عليه لتحقيق ما لم يتحقق. الأمر ليس ميكانيكياً ولا سهلاً، ولكن حين تكون الجدية والإعداد المتقن هما الأساس، فلنتوقع نجاحاً.

arabstoday

GMT 11:21 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظ أفضل وراحة بال

GMT 11:19 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

صوت الجندي المكتوم في قارورة بحرية!

GMT 11:17 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الجفاف يجتاح إيران وحرب مياه في أفق المنطقة

GMT 11:13 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سقوط الفاشر... هل يُكرر السيناريو الليبي؟

GMT 11:10 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سرقة متحف اللوفر

GMT 11:06 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

السيدة المعجزة

GMT 10:57 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وحلم الولاية الثالثة

GMT 10:55 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ساركوزي ولعنة ليبيا والقذافي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليوم التالي للمنطقة اليوم التالي للمنطقة



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 18:58 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

لاريجاني يحذر من اتساع الانقسام السياسي في إيران
 العرب اليوم - لاريجاني يحذر من اتساع الانقسام السياسي في إيران

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
 العرب اليوم - حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

GMT 11:13 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سقوط الفاشر... هل يُكرر السيناريو الليبي؟

GMT 08:38 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لانخفاض للشهر الثالث مع صعود الدولار

GMT 08:42 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار ميليسا يضرب جزر الكاريبي ويحصد 50 قتيلا

GMT 22:24 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي

GMT 11:10 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سرقة متحف اللوفر

GMT 16:32 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير وليام وكيت ينتصران في قضية خصوصية ضد مجلة فرنسية

GMT 11:21 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظ أفضل وراحة بال

GMT 11:19 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

صوت الجندي المكتوم في قارورة بحرية!

GMT 11:17 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الجفاف يجتاح إيران وحرب مياه في أفق المنطقة

GMT 18:34 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مئات الآلاف يتم إجلاؤهم في كوبا مع اقتراب إعصار ميليسا

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab