بقلم : حسن المستكاوي
** الليلة يخوض منتخب مصر مباراته الاحتفالية أمام غينيا بيساو فى ختام طريقه إلى نهائيات كأس العالم 2026. وتكتمل الأجواء الاحتفالية بجدية الأداء وتحقيق الفوز ولتكن المباراة بداية برنامج إعداد المنتخب لنهائيات، كأس الأمم الإفريقية، وكذلك نهائيات كأس العالم فكيف نلعب وكيف نهاجم وندافع وكيف نفوز؟ ولم أهضم آراء أطلقت بأنها مباراة «تحصيل حاصل» أو «هامشية». وهذا تفكير غير احترافى، وغير جاد، قبل خوض بطولة كأس الأمم الإفريقية التى يجب أن تكون بدورها بمثابة جزء مهم من برنامج إعداد المنتخب إلى نهائيات كأس العالم. ثم إذا كانت الأرقام مهمة وتمنح اللاعبين والجهاز الفنى الثقة بالنفس، فلماذا لا نضيف على أرقام طريق المنتخب انتصارا آخر، لتكون الحصيلة 8 انتصارات وتعادلين ولا هزيمة؟
** احتفالية الليلة تكتمل بجدية الأداء، وهى جزء من احتفال لاعبى المنتخب الوطنى عقب التأهل مباشرة، فى المغرب، وقد نقلت كاميرات أون تايم صورة الاحتفالات فى غرفة الملابس، واللاعبين وهم يطلقون العنان لفرحتهم بمشاعر بهيجة، وسعادة. وكانت الصورة خبرا يستحق وهذا من أساسيات العمل التليفزيونى.
** الاحتفالية تكتمل بالحضور الجماهيرى، فلا يجب أن تكون المدرجات مثل مقاعد مسرح يقدم عرضا أمام مقاعد قليلة، ومسرح هذه المباراة هو الاستاد، والمباراة خالية من الضغوط والتوترات وفريقنا الوطنى يجب أن يلعبها مستمتعا بالتأهل، حتى يكون الأداء ممتعا للجمهور. ولا يجب أن يشكو حسام حسن المدير الفنى للمنتخب كما اشتكى توخيل المدير الفنى لمنتخب إنجلترا لأن الفريق لعب أمام ويلز وديا وفاز 3/صفر فى ويمبلى أمام مدرجات صامتة. مضيفا: «منتخب إنجلترا يستحق أكثر من ذلك».
** تلك هى المرة الرابعة التى يشارك بها المنتخب فى كأس العالم، لكنها كادت أن تكون المرة الخامسة، ففى أول بطولة عام 1930، وجه الاتحاد الدولى الدعوة للدول الأعضاء للمشاركة، وكانت المسافة البعيدة ورحلة السفر الطويلة عبر المحيط إلى الجانب الآخر من القارة شاقة على العديد من الفرق، وكادت أوروبا لا تشارك، لكن منتخب مصر قبل الدعوة.
** لكن فى تقرير لجريدة الجارديان البريطانية عن المنتخبات التى تأهلت لكأس العالم 2026، ذكر أن «منتخب مصر لم يحقق الفوز فى أى مباراة بالنهائيات، خلال مشاركاته السابقة، منذ 1934، لكنه كاد أن يشارك فى كأس العالم 1930، إلا أن الفريق تأخر عن رحلة الباخرة فلوريدا، التى تحركت نحو أوروجواى من مدينة مارسيليا الفرنسية، وكان يجب أن تحمل منتخب مصر بجانب نصف منتخب يوغسلافيا. وقد كان من المقرر أن ينضم إليهم الممثلون الأفارقة الوحيدون، منتخب مصر، لكن السفينة التى حملتهم من إفريقيا تـأخرت بسبب عاصفة فى البحر الأبييض المتوسط، وغادرت «فلوريدا» بدونهم. وأرسل المصريون اعتذارهم عبر البرقيات».
** وفى التقرير تفاصيل ووصف للسفن التى حملت المنتخبات ومنها كونت فيردى التى صنعت فى اسكتلندا عام 1923 وكم كانت فاخرة التصميم من الداخل، وكان جول ريميه رئيس الفيفا الذى حمل كأس العالم فى حقيبة يده، قد بذل جهدا كبيرا لإقناع الفرق الأوروبية بالمشاركة، ووافقت 4 منتخبات وهى رومانيا، ويوغسلافيا، وفرنسا، وبلجيكا، وقطعت هذه المنتخبات الرحلة عبر المحيط الأطلسى على متن الباخرة «كونت فيردى» من جنوة الإيطالية، ثم مارسيليا فى فرنسا، ثم برشلونة فى إسبانيا ومعهم رئيس الفيفا جول ريميه وكأس العالم والحكام الأوروبيون الثلاثة المشاركون فى إدارة المباريات. وفاتت رحلة ميناء مارسيليا منتخب مصر بسبب عاصفة البحر المتوسط كما جاء فى تقرير الجارديان.
** هكذا كاد منتخب مصر يشارك فى كأس العالم بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك للمرة الخامسة، إلا أن مشاركته فى أوروجواى 1930 لم تتم بسبب عاصفة البحر المتوسط؟