ستوكهولم - العرب اليوم
أعلنت الأكاديمية السويدية منح جائزة نوبل في الأدب لعام 2025 للكاتب المجري لازلو كراسنهوركاي، تكريمًا لـ"منجزه الأدبي الآسر والرؤيوي الذي يؤكد، في خضمّ رعبٍ ينذر بنهاية العالم، قوّة الفن"، في لحظةٍ طال انتظارها لأحد أعمدة الأدب الأوروبي الحديث.
وفي بيانها، وصفت الأكاديمية كراسنهوركاي بأنه "كاتب ملحمي عظيم ينتمي إلى تقاليد أوروبا الوسطى الممتدة من كافكا إلى توماس برنهارد"، مشيرة إلى أسلوبه الذي يجمع بين "العبثية والمبالغة الهزلية" من جهة، و"النبرة المتأملة والرهافة التعبيرية" من جهة أخرى.
وُلد كراسنهوركاي عام 1954 في بلدة جيولا جنوب شرقي المجر، ونشأ في أسرة يهودية من الطبقة الوسطى. أثّرت فيه بشدة تجربة الحياة تحت النظام الشيوعي، لكنه بدأ اكتشاف العالم الأوسع بعد مغادرته إلى برلين الغربية عام 1986، حيث أثمرت رحلاته اللاحقة إلى الصين واليابان في أعمال أدبية غنية بالتأمل والتصوف الشرقي، مثل كتابه "جبل شمالاً، بحيرة جنوباً، طرق غرباً، نهر شرقاً" (2003).
انطلقت مسيرته الأدبية عام 1985 مع روايته الشهيرة "تانغو الخراب"، التي صورت حياة مجموعة من القرويين الفقراء في مزرعة مهجورة في أواخر الحقبة الشيوعية. وقد لاقت الرواية نجاحًا مدويًا، وتم تحويلها لاحقًا إلى فيلم شهير بالأبيض والأسود من إخراج بيلا تار عام 1994.
ومن أبرز أعماله أيضًا:
"كآبة المقاومة" (1989) والتي وصفتها الناقدة الأمريكية سوزان سونتاغ بأنها "رواية نهاية العالم".
"حرب وحرب" (1999)، التي تتناول رحلة موظف أرشيف بسيط من بودابست إلى نيويورك بحثًا عن معنى مفقود.
"بارون وينكهايم يعود إلى الديار" (2016)، وهي رواية ساخرة عن العودة والماضي والحب المفقود.
يعرف عن كراسنهوركاي ميله إلى الجمل الطويلة والفقرات الممتدة التي قلما تنتهي، وهو يصف أسلوبه بأنه "تأمل حتى الجنون". وقد اعتبره بعض النقاد كاتبًا هوسيًا، بينما يرى فيه آخرون صوتًا نادرًا يستخلص المعنى من الفوضى.
وتعززت مكانته عالميًا بعد فوزه بجائزة "مان بوكر الدولية" عام 2015، وجائزة "أفضل كتاب مترجم" عام 2013.
كراسنهوركاي هو ثاني مجري ينال نوبل للآداب، بعد الكاتب إيمري كيرتس الذي فاز بها عام 2002. وتلقى كتابه الأخير "هيرشت 07769" (2021) إشادة واسعة لتناوله الاضطرابات الاجتماعية في ألمانيا قبيل جائحة كورونا، بينما شكّلت روايته الساخرة "زشيمله أودافان" (2024) عودة قوية إلى جذوره في المجر من خلال شخصية عجوز يخفي سراً ملكياً.
لمحة عن نوبل الأدب خلال العقد الماضي:
2025: لازلو كراسنهوركاي (المجر)
2024: هان كانغ (كوريا الجنوبية)
2023: يون فوسه (النرويج)
2022: أني إرنو (فرنسا)
2021: عبد الرزاق قرنح (تنزانيا/بريطانيا)
2020: لويز غلوك (الولايات المتحدة)
2019: بيتر هاندكه (النمسا)
2018: أولغا توكارتشوك (بولندا)
2017: كازوو إيشيغورو (بريطانيا)
2016: بوب ديلان (الولايات المتحدة)
جائزة نوبل للآداب من أعرق الجوائز الأدبية في العالم، وقد منحت منذ عام 1901، وفاز بها حتى الآن 119 كاتبًا، بينهم 18 امرأة فقط.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الروائي هاندكه يتوج بجائزة نوبل في الأدب وسط احتجاج
وفاة الكاتب الإيطالي داريو فو الحائز على جائزة نوبل في الأدب
أرسل تعليقك