‎ما يحتاجه الفلسطينى الآن

‎ما يحتاجه الفلسطينى الآن

‎ما يحتاجه الفلسطينى الآن

 العرب اليوم -

‎ما يحتاجه الفلسطينى الآن

بقلم : عماد الدين حسين

ما هو أفضل شىء نفعله كمصريين وكعرب مع الشعب الفلسطينى الآن، خصوصا فى قطاع غزة المنكوب بالعدوان الإسرائيلى، الذى استمر عامين كاملين وثلاثة أيام؟!

‎ظنى الشخصى أن الأفضل أن نقف بجوار هذا الشعب الصامد الآلى ونشد على أياديهم ونساعدهم على كيفية التعايش مع هذه النكبة الناتجة عن أسوأ احتلال وعدوان استيطانى إحلالى عنصرى فاشى متهم بارتكاب معظم جرائم الإبادة الجماعية بتعريف منظمات دولية.

‎فى ظنى أيضا أن كثيرين سيحاولون محاسبة حركة حماس وبقية فصائل المقاومة على قرار عملية طوفان الأقصى، وهذا حق لكل فلسطينى وعربى يدعم المقاومة أو حتى يعارضها. وشخصيا كنت أؤجل الكتابة فى هذا الموضوع حتى يتوقف العدوان تماما ويلتقط الناس والمقاومون أنفاسهم، فلا يصح أخلاقيا أن نعاتبهم ونحاسبهم، فى حين أن العدوان يواصل جرائمه بلا توقف.

‎المطلوب من أى عربى الآن أن يقول للفلسطينيين فى قطاع غزة: حمدا لله على سلامتكم، وعظّم الله شهداءكم وشفى الله مصابيكم، وصبركم الله على هذا الابتلاء العظيم.

‎لا أظن أن هناك شعبا فى التاريخ الحديث واجه ما واجهه الشعب الفلسطينى، بالنظر إلى أن عدوهم مختلف، فهو لا يبحث فقط عن سرقة ونهب ثروات أو حتى احتلال وامتلاك أرض ليست له، لكنه يتسلح بعقائد توراتية خرافية تزين له أنه أكثر تحضرا وسموا ورفعة وتفوقا عن الآخرين «الأغيار» الذين لا يستحقون الحياة، أو إذا عاشوا فينبغى أن يكونوا عبيدا له!!!

‎ما عاشه الشعب الفلسطينى فى غزة خلال العدوان يندر أن يواجهه شعب آخر. هم نزحوا فى أرضهم وبلدهم أكثر من مرة طوال العامين الماضيين. من بقى منهم شاهد بأم عينيه، بيوتهم تهدم، وأهاليهم يقتلون تحت أنقاض المنازل، أو فى المناطق التى قال الاحتلال إنها آمنة أو المناطق التى قال إنها منطقة مساعدات إنسانية، تديرها منظمة غزة الإنسانية ثم تبين أن هذه المنظمة أمريكية صهيونية ساعدت الاحتلال أو تسترت عليه فى قتل الجوعى الذين اصطفوا وتجمعوا للحصول على طعام.

‎يحتاج الفلسطينى فى غزة أن «يشم نفسه» وأن يستعيد الشعور بالحد الأدنى من الحياة الطبيعية، يحتاج أن يشرب ويأكل كما يفعل كل إنسان آخر فى أى مكان بالعالم.

‎يحتاج  إلى أن يذهب إلى بيته إذا ظل له بيت قائم، لا نقول الحياة الإنسانية، بل على الأقل الخالية من العدوان.

‎ يحتاج الفلسطينى هذه الأيام أن يعود إلى بيته، أو حتى إلى أنقاض بيته، أو يسير فى شوارع غزة، من دون أن يشعر بأن القذيفة أو الصاروخ أو الرصاصة يمكنها أن تصيبه وتقتله فى أى لحظة كما حدث مع ٦٧ ألف شهيد و١٧٠ ألف مصاب وآلاف المفقودين.

‎يحتاج الفلسطينى الآن إلى أن يتلقى العلاج ليس فقط للتعافى من الإصابات والجروح المادية، ولكن من الإصابات النفسية بفعل هذا العدوان العنصرى المجنون الذى كان أفراده يتلذذون بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وحتى الحيوانات!

‎جرائم الاحتلال خلال العامين أخطر من أسوأ الكوابيس. وقد يظل بعضها يلازم الكثير من الفلسطينيين لشهور وربما لسنوات، حتى يتمكنوا من التخلص منها، وهو أمر لن يتم من دون حصولهم على حقهم المشروع فى دولة مستقلة ومن دون تهديد من «جار السو!».

‎يحتاج الفلسطينى، خصوصا المواطن العادى هذه الأيام، ألا نرهقه بـ«الجدل العربى الأصيل» حول هذا الفصيل أو ذاك، وحول التمترس خلف هذا الشعار أو ذاك، هو يحتاج أن يعيش بضعة أيام بصورة عادية بعد أن واجه أسوأ آلة قتل عرفها التاريخ الإنسانى الحديث.

‎يحتاج الفلسطينى أن ينام ويحلم بصورة طبيعية، وأن يستيقظ ويتناول إفطاره فى بيته أو خيمته أو حتى فوق الأنقاض.

‎يحتاج إلى من يساعده فى إزالة الأنقاض عن البيوت المهدمة والتى تتجاوز٨٠٪ من مساحة القطاع.

‎يحتاج الفلسطينى إلى مد يد العون بكل أشكاله من الأشقاء والأصدقاء.

‎ما يحتاجه الفلسطينيون فى غزة والعديد من مناطق الضفة كثير جدا، لأن ما عانوه يفوق الوصف والخيال. هذا ما أعتقد أن الفلسطينيين يحتاجونه الآن، وبعدها يمكن لأى منا أن يتحدث، كما يشاء، عن التقييم والمحاسبة والمساءلة.

arabstoday

GMT 17:38 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

عاصفة أخرت المنتخب عن مونديال 1930

GMT 11:49 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الأهم إيقاف المقتلة.. والأسئلة المحرمة لاحقًا

GMT 11:45 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

من بلفور إلى غزة... نهج بريطانيا تجاه فلسطين

GMT 11:44 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

محمد بن عيسى... حشدٌ من الرجال والعقول

GMT 11:42 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زفرة تقول: أيها الماضي الجميل عُدْ!

GMT 11:37 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق غزة ومسيرة السلام الدائم

GMT 11:36 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غزة: نهاية الحرب وولادة المأساة

GMT 11:34 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

هل المسامح كريم أم عبيط؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎ما يحتاجه الفلسطينى الآن ‎ما يحتاجه الفلسطينى الآن



نسرين سند تتألق على منصات ميلانو وباريس وتكرّس حضورها كوجه عربي عالمي

باريس ـ العرب اليوم

GMT 18:55 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

استياء بعد توقيع الحية على قائمة الإفراج عن أسرى المؤبد
 العرب اليوم - استياء بعد توقيع الحية على قائمة الإفراج عن أسرى المؤبد

GMT 12:08 2025 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو يخطب ودّ السّعوديّة مجدّداً

GMT 11:51 2025 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تجربة ولا كل التجارب

GMT 07:27 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انخفاض منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة

GMT 07:09 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.8 درجة يقع قرب منطقة كامتشاتكا الروسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab