الخروج الآمن عن النص

الخروج الآمن عن النص!

الخروج الآمن عن النص!

 العرب اليوم -

الخروج الآمن عن النص

بقلم: طارق الشناوي

فى أغنية (على حسب وداد جلبى)، وفى المقطع الذى يغنى فيه (وياها أنا ماشى ماشى)، تحرك عبد الحليم وأخذ يمشى ويمشى، حتى وصل لحافة المسرح، وسط تهليل الجمهور وضحكه أيضا، واكتسب (العندليب) نقطة لصالحه، الإيقاع الراقص والبهجة التى تشعلها الأغنية تسمح بكل ذلك.

بينما عندما لا حظ حليم فى آخر حفلاته (قارئة الفنجان) ١٩٧٦، أن هناك أقداما تتحرك، انفلتت منه الكلمات الصادمة، القصيدة لا تحتمل أى خروج عن (المود) العام، حتى إنه عندما حرص أحد معجبيه على إهدائه (جاكت) مرسوما عليه فنجان قهوة، اعتبرها مكيدة مقصودة من أعدائه، وأتحفظ عن ذكر من وصفهم بالأعداء، إلا أن الدلالة واضحة، هناك هامش من الإضافة من الممكن أن نلجأ إليه لدعم الإحساس، وآخر يغتال الإحساس.

الالتزام بتطبيق القاعدة مبدأ ينبغى علينا جميعا الالتزام به، إلا أن كسر النمط يصبح أحيانا مبدأ يفرضه الموقف، وهنا أتذكر مقولة عبقرية للكاتب الكبير على سالم «أحيانا يصبح الخروج على النص دخولا إليه».

عبد الحليم حافظ تعمد كسر الحاجز الوهمى بينه وبين الجمهور، من أجل (وداد)، وكأنه (الحائط الرابع) الذى أسقطه رائد المسرح الألمانى بريخت، الممثل على المسرح يفترض وجود حاجز بينه وبين الجمهور، يحول دون التواصل المباشر، العندليب فى السبعينيات كثيرا ما كان يجرى حوارا مع الناس، بل وصل به الأمر أن يتناول أقراص الدواء، لدينا فى هذا الجيل شيرين والتى كثيرا ما تتمازح مع الجمهور، وكثيرا ما تعرضت لمشاكل بل واستدعيت للتحقيق، لأنها لا تستطيع ضبط الجرعة، بينما نانسى عجرم تعرف متى تخرج وتضبط أيضا الجرعة.

كانت أم كلثوم، تجلس على كرسى أثناء عزف المقدمة الموسيقية، ثم تشرع بعدها فى الوقوف والغناء، الجماهير تعرف أسماء بعض العازفين من المشاهير مثل عباس فؤاد عازف (الكونترباص) الذى انتزع لقب عباس (عظمة) بسبب (صولو) فى (إنت عمرى)، وهى من المرات القليلة التى تتاح فيها لتلك الآلة الضخمة تقديم عزف منفرد، كلما ازدادت نجومية المطرب خفت حضور العازفين، فما بالكم بأم كلثوم؟.

إلا أن سيد سالم عازف الناى، تمكن مرتين من سرقة الأضواء، (السوشيال ميديا) لها أيضا بعدها الإيحابى، أعادت لنا واقعتين، وهكذا رأينا فى الأولى سيد سالم عندما وجد أن ذاكرة أم كلثوم خانتها، وهى تردد أحد مقاطع (إنت عمرى)، اعتقد أنها ستصلحها، إلا أنها فى الإعادة لم تتذكر الكلمات، على الفور لعب سيد سالم دور الملقن، ونحّى الناى جانبا، حتى لا تخطئ فى الثالثة، صوته ارتفع عن المطلوب، لم يكن أمامه حل آخر لإنقاذ (الست).

المرة الثانية، فى أحد مقاطع أغنية (بعيد عنك)، وضع الموسيقار بليغ حمدى (صولو) للناى، وفى العادة تجرى أم كلثوم عشرات من البروفات، وعلى الجميع بعدها الالتزام فى الحفل.

سيد سالم، تلبسته نشوة الإبداع، خرج عن النص، استمعنا إلى صوت أم كلثوم وهى تقول (إيه ده)، والجملة تعنى الاستحسان أو الاستهجان، عازف القانون محمد عبده صالح (قائد الفرقة)، أيقن أنها استحسان، أعطى إشارة بالإعادة، وخرج سيد سالم مجددا عن النص، أضاف للخروج خروجا، فصفق الجمهور لسيد سالم أكثر، وانتشت أم كلثوم أكثر وأكثر وزادت نشوتنا أكثر وأكثر وأكثر!!.

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخروج الآمن عن النص الخروج الآمن عن النص



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab