روسيا وأوكرانيا حرب لا تنتهي

روسيا وأوكرانيا.. حرب لا تنتهي

روسيا وأوكرانيا.. حرب لا تنتهي

 العرب اليوم -

روسيا وأوكرانيا حرب لا تنتهي

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

لا يبدو أحدٌ متحمساً لإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية، فروسيا حققت الكثير من أهدافها منها بعد بدايتها بفترة وجيزة، وهي غير مستعدة للتنازل عما حققته، وأوكرانيا عاجزةٌ عن المواجهة الحقيقية، وهي أقلقت الدول الغربية الداعمة لها بالإلحاح في المطالب والدعم المادي والعسكري، وقد بدأت تخرج أصواتٌ غربيةٌ تتذمر من حجم تلك الطلبات.
في الواقع، فالطرف المقابل لروسيا في هذه الحرب ليست أوكرانيا وإنما أميركا والدول الأوروبية، وأميركا بدأت المواجهة بتصعيد غير مسبوقٍ وربما غير مبررٍ للعقوبات على روسيا ما هدّد الكثير من المؤسسات الدولية والنظام الدولي برمته، ثم اضطرت للتراجع عن ذلك التصعيد بسبب استحالة تطبيقه، ورفض العديد من الدول والمنظمات الإقليمية حول العالم له وتجاهلها لتوجهاته.
الدول الأوروبية عانت من مخاوفها القديمة من روسيا، وخافت مجدداً من ألا تقف روسيا عند أوكرانيا، ولها مصلحة مع أميركا في جعل الضريبة على روسيا جرّاء هذه الحرب باهظة، وتمنعها من أي محاولة لتوسيعها، ولكنها بالمقابل عانت وتعاني من البدائل الأميركية في أسعار الطاقة التي ارتفعت أسعارها بجنونٍ مقارنةً بما كانت تستورده من روسيا، وقد اشتكى من ذلك عدد من القادة الأوروبيين، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
على الرغم من معاناة أوكرانيا المستمرة والمتواصلة من الحرب، إلا أنها لا تملك خياراً سوى الاستمرار، فقيادتها ترفض التفاوض والبحث عن مخارج مع روسيا، والقيادة الحالية مرتبطة بالكامل للقرار الأميركي والغربي، وهي لا تستطيع التخلي عنه لأن ذلك يعني الوقوف وحيدةً في وجه روسيا وهو ما لا تستطيع تحمّله.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن الهجوم الأوكراني المضاد فشل، وهذا على الرغم من المشكلة العجيبة التي خلقها انسحاب «قوات فاغنر» من أوكرانيا وتحولها لمشكلة داخلية روسية أشغلت العالم ولم تلبث أن انطفأت ولمّا تتكشف تفاصيلها المثيرة بعد، ولا أحد في أوكرانيا أو الدول الغربية يجادل بوتين في إعلانه وإن كانت استراتيجية الغرب هي الاستمرار في الحرب.
«القنابل العنقودية» بدأت تدخل لأوكرانيا من أميركا وهي سلاحٌ مثيرٌ للجدل حقاً، وهو كفيلٌ بتصعيد الحرب ولكنه لن يكون حاسماً في معادلاتها الميدانية، فلدى روسيا مثلها وأكثر، وهي لن تحسن أي شروطٍ للتفاوض ولن تفرض حقائق جديدةٍ على الأرض، وقصارى ما تصنعه أنها تطيل أمد الحرب وإن بدمويةٍ أكثر ومخاطر لا تنتهي على المواطنين الأوكرانيين. كما كتب كاتب هذه السطور من قبل فما زالت أوكرانيا هي الضحية الأكبر لهذه الحرب، والدول الأوروبية هي الضحية الثانية لاستمرارها، ولا تبدو الإدارة الأميركية الحالية في وارد التغيير في استراتيجيتها العامة، ومن دون قناعة أميركية بوجوب التفتيش عن مخارج حقيقية وحلولٍ خلاقة فإن شيئاً لن يتغير في هذه الحرب.
روسيا من جهتها تخسر الكثير من استمرار هذه الحرب، وهي تعلم بالهدف الأميركي الغربي الذي يسعى لجعل أوكرانيا مستنقعاً يستنزف روسيا اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، ولكنها بعد عام ونصف عام تقريباً تبدو قادرةً على التعايش مع الأوضاع هناك، وهي ليست مستعجلة لإيجاد مخارج أو حلول سريعة تنهي هذه الحرب.
تبدو الأطراف جميعها متفقة على استمرار الحرب، ومن هنا تأتي التفاهمات والاتفاقات التي تخفف من تأثيرها على بقية العالم، مثل الاتفاقات بشأن تصدير الحبوب والأمن الغذائي العالمي والتي وإنْ كانت مجالاً للشد والجذب إلا أنها تسير باتجاه واحد. أخيراً، فالحروب التي رسمت فيها الأطراف خطوطها الحمراء لا تتطور ولا تحلّ إلا بعوامل خارجة عنها، وهي عوامل لم تتهيأ لها البيئة المناسبة بعد.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا وأوكرانيا حرب لا تنتهي روسيا وأوكرانيا حرب لا تنتهي



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 11:50 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر ترحب بقادة العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - مصر ترحب بقادة العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:18 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث عن تفاصيل لقائه ترامب
 العرب اليوم - الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث عن تفاصيل لقائه ترامب

GMT 09:03 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة شمس البارودي تكشف عن تفاصيل أزمتها الصحية
 العرب اليوم - الفنانة شمس البارودي تكشف عن تفاصيل أزمتها الصحية

GMT 11:13 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سقوط الفاشر... هل يُكرر السيناريو الليبي؟

GMT 07:14 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لانخفاض للشهر الثالث مع صعود الدولار

GMT 08:42 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار ميليسا يضرب جزر الكاريبي ويحصد 50 قتيلا

GMT 22:24 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي

GMT 11:10 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سرقة متحف اللوفر

GMT 16:32 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير وليام وكيت ينتصران في قضية خصوصية ضد مجلة فرنسية

GMT 11:21 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظ أفضل وراحة بال

GMT 11:19 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

صوت الجندي المكتوم في قارورة بحرية!

GMT 11:17 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الجفاف يجتاح إيران وحرب مياه في أفق المنطقة

GMT 18:34 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مئات الآلاف يتم إجلاؤهم في كوبا مع اقتراب إعصار ميليسا

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab