العالم يتسلّح عسكرياً

العالم يتسلّح عسكرياً

العالم يتسلّح عسكرياً

 العرب اليوم -

العالم يتسلّح عسكرياً

بقلم: عبدالله بن بجاد العتيبي

الصراعات الدولية والإقليمية تزداد حدةً منذ سنواتٍ في العالم ومناطقه الساخنة، وأصبحت عبارة «منذ الحرب العالمية الثانية» تتكرر لوصف بعض المشاهد أو التنبؤ بمستقبلها، من كبار قادة العالم وفي وسائل الإعلام ومن المراقبين والمحللين.

العالم يتسلّح، من الدول العظمى إلى المتوسطة إلى الصغرى، كلٌ بحسب قدراته وحاجاته، ولكن الجميع يتسلّح، ولأول مرةٍ و«منذ الحرب العالمية الثانية» بدأت ألمانيا واليابان بالتسلّح، وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس قبل أيامٍ أن «بلاده يجب أن تصبح القوة المسلحة الأفضل تجهيزاً في أوروبا» وأن ألمانيا ستبني «أقوى جيش تقليدي في أوروبا».
رئيس القسم السياسي لمنطقة الشرق الأوسط في الخارجية الألمانية قال: «إن ألمانيا الآن في وسط نقاش مع نفسها حول سياستها في التسليح» و«ألمانيا تعي أن السلاح يلعب دوراً مهماً للغاية في الدفاع وأن هذه النقطة قللت ألمانيا من شأنها في الماضي». تسلّح ألمانيا دلالة خطيرة على تغير الأوضاع الدولية عما كانت عليه لعقودٍ من الزمن، واليابان من جهة أخرى تسرّع حركتها نحو مزيد من تعزيز«قوات الدفاع الذاتي» اليابانية، ومآس الماضي وتاريخ الصراع مع الصين تحرك اليابان نحو تسلّح سريعٍ ونوعيٍ بعد تصاعد تأثير الصين دولياً، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وأزمة تايوان عزّزت هذه المشاعر.
منظمة شنغهاي انعقدت الأسبوع الماضي في أوزبكستان بحضور الرئيسين الروسي والصيني وأصدرت «إعلان سمرقند» وفيه نقطتان أساسيتان: الأولى، «يشهد العالم الآن تغيرات عالمية مصحوبة بتفاقم الصراعات والأزمات وتدهور خطير للوضع الدولي ككل» والثانية، «تلتزم الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون بإجراء تقييمات دقيقة فيما يتعلق بجدول الأعمال الدولي الحالي، وتدافع عن نظام عالمي أكثر عدلاً وتشكيل رؤية مشتركة لـ (مجتمع يجمعه مصير مشترك للبشرية)».
مسؤولون أميركيون يعترفون بضعف نتائج العقوبات غير المسبوقة التي فرضت على روسيا بعد حرب أوكرانيا، وينشرون تخوفاً من استخدام روسيا لأسلحة نووية من أي نوعٍ، والرئيس بايدن يؤكد أن أي محاولة من هذا النوع أي استخدام بوتين للنووي، «ستغير وجه الحرب برمتها، كما لم يحصل يوماً منذ الحرب العالمية الثانية».
منذ اختراعه لم يستخدم السلاح النووي في الحروب مطلقاً إلا مرةً واحدةً حين ضربت أميركا اليابان في الحرب العالمية الثانية بقنابل ذرية، وأي استخدامٍ جديدٍ له سيفتح أبواب الجحيم على البشرية بأسرها، والتهاون الذي تدير به الدولة الأقوى في العالم التعامل مع طموحات السلاح النووي في المنطقة يهدد بسباق تسلحٍ غير مسبوقٍ.
تصاعد القوة الصينية في كل المجالات دولياً يهدّد القوة الأميركية المطلقة لعقودٍ من الزمن، وأميركا تحكمها رؤية «انسحابية» من العالم وتندفع لإثبات وجودها وقوتها في نفس الوقت، و«أزمة أوكرانيا» و«أزمة تايوان» و«أزمة أرمينيا وأذربيجان» والأزمات المتكررة في جنوب شرق آسيا وفي «آسيا الوسطى» كلها تنذر بتصاعدٍ للأزمات الإقليمية والدولية أكثر بكثير مما سبق في العقود الماضية. على مستوى أقلّ من هذا، فالصراعات الإقليمية حول العالم بأسره، تدفع نحو طريقين يصبان في ذات الاتجاه: تصاعد التصنيع العسكري المحلي، وارتفاع سوق السلاح وإن كان بجودة أقلّ، والمشترون كثرٌ والبائعون جاهزون، وهكذا يتحول العالم إلى أعواد ثقابٍ قابلة للاشتعال عند أي احتكاكٍ. ما منح العالم عقوداً من الأمن والسلام الجزئي هو «النظام الدولي» الذي حوّل صراعات البشر إلى منظمات لا تستخدم السلاح، وضرب هذا النظام الدولي من القوى العظمى في العالم يدفع باتجاه سيناريوهاتٍ غير مبشرةٍ في قادم الأيام. أخيراً، فما بين دولٍ طامحةٍ لمزيد قوةٍ ودولٍ ترفض التنازل عن ذروة قوتها، يشهد العالم لحظة تاريخية حرجةً لم تحدث «منذ الحرب العالمية الثانية».

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم يتسلّح عسكرياً العالم يتسلّح عسكرياً



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي
 العرب اليوم - اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إغلاق مؤقت لمطار أليكانتي في إسبانيا بعد رصد طائرة مسيرة

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مطار كراسنودار يطلق رحلات مباشرة إلى مصر

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 06:04 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الفرنسي يلاحق المتنمرين ضد زوجة ماكرون

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شقيقين في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 01:35 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 6.1 يضرب ولاية باليكسير شمال غربي تركيا

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير عاجل لمستخدمي Gmail بعد سرقة 183 مليون كلمة مرور

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 11:25 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الطاولات في حفلات الزفاف لمسات بسيطة تصنع فخامة المشهد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab