النبي و«سعيد»

النبي و«سعيد»

النبي و«سعيد»

 العرب اليوم -

النبي و«سعيد»

بقلم - د. محمود خليل

الصحابى الجليل «سعيد بن زيد» واحد من أقل صحابة النبى، صلى الله عليه وسلم، شهرة، رغم أنه كان ضمن آحاد من البشر سارعوا إلى الإيمان برسالة الإسلام أوائل عصر البعثة، وظل يضحى من أجل إيمانه بشجاعة لافتة، وهو ما جعل النبى يضعه ضمن العشرة المبشرين بالجنة، لعلك تذكر أغلبهم: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص، وأبوعبيدة بن الجراح، أما عاشرهم فهو «سعيد بن زيد»، فقد لا يكون معروفاً كواحد من المبشرين بالجنة بالنسبة للبعض. وحقيقة الأمر فإن محدودية شهرة هذا الصحابى الجليل رغم مكانه ومكانته ودوره فى بدايات الدعوة الإسلامية مسألة تثير التساؤل وتستوجب البحث.

الصحابى «سعيد بن زيد» ابن زيد بن عمرو بن نفيل، أحد سادة مكة، ولم يكن -فى زمن الجاهلية- على عقيدة قومه من عبادة الأصنام، بل ترك -كما ينقل «ابن كثير» فى «البداية والنهاية»- عبادة الأوثان، وفارق دينهم، وكان لا يأكل إلا ما ذُبح على اسم الله، وكان على دين إبراهيم، عليه السلام. وينقل «ابن كثير» أيضاً عن أسماء بنت أبى بكر أنها قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسنداً ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش.. والذى نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيرى.. ثم يقول: اللهم إنى لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكنى لا أعلم.. ثم يسجد على راحلته.

لم يكن سعيد بن زيد شخصاً عادياً على المستوى العائلى، ولم يكن واحداً من مستضعَفى مكة، بل كان وجيهاً وابن واحد من أكبر وجهائها، وقد كان وجهاء مكة -فى أغلبهم- أبعد الناس عن الإيمان بدعوة الإسلام فى البدايات، وكان المستضعفون، من العبيد والموالى، الأميل إلى الدخول فى دين الله، ومع ذلك كان سعيد بن زيد من أوائل من أسلموا خلال الفترة التى كان النبى يدعو فيها إلى الإسلام سراً، وكان «سعيد» يصلى مع سعد بن أبى وقاص، وعمار، وابن مسعود، وخباب فى شعاب الجبال سراً. كما أحب التفقه فى الدين وحفظ القرآن الكريم، تستطيع أن تستخلص ذلك من مراجعة قصة إسلام عمر بن الخطاب، وكان سعيد ابن عم عمر، وزوج أخته فاطمة بنت الخطاب فى الوقت نفسه. وقد أسلم سعيد وفاطمة قبل عمر، ولما علم الأخير بإسلامهما طار إليهما، ووجدهما يتلوان مع خباب بن الأرت من رقعة عليها آيات من سورة طه.

كان سعيد بن زيد إذاً من أوائل من آمنوا بالنبى، صلى الله عليه وسلم، وخاض معه المعارك كلها، باستثناء بدر، لأن النبى كان قد بعثه هو وطلحة بن عبيد الله -بين يديه- يتجسسان أخبار قريش، فلم يرجعا حتى فرغ من بدر، فضرب لهما رسول الله بسهمهما، وعاصر «سعيد» الخلفاء الراشدين الأربعة، وشطراً من حكم معاوية بن أبى سفيان حتى عام 52 هجرية. وهو راوى حديث العشرة المبشرين بالجنة، وهو منهم أيضاً.

تستغرب أن تجد رجلاً بهذا الحجم والدور والامتداد.. كيف يكون أقل شهرة من التسعة الباقين المبشرين معه بالجنة؟ والأهم من ذلك لماذا كان مختفياً باستمرار من مشاهد الحكم والاختيار على مقاعد الخلفاء رغم أن التسعة الباقين كانوا حاضرين فى أغلب الأحوال؟

arabstoday

GMT 10:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 10:19 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 10:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 10:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكاية الميلاد التي تجمع ولا تفرّق

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 10:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكرة والحداثة

GMT 10:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السن.. والعمر !

GMT 10:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حنظلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النبي و«سعيد» النبي و«سعيد»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:13 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رياض محرز يسجل أسرع هدف في كأس أمم أفريقيا 2025

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 08:52 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

فايزر تعلن وفاة مريض وُضع تحت اختبار دواءهيمبافزي

GMT 09:40 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

وفاة لاعب كرة قدم وسط مباراة رسمية بسبب تميمة سحرية

GMT 08:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مسيرة إسرائيلية تستهدف وسط بلدة حولا جنوبي لبنان

GMT 19:52 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أحمد عبد الوهاب الابن الأصغر لموسيقار الأجيال

GMT 09:37 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

شهيدان بغارة إسرائيلية على حافلة في الهرمل شرقي لبنان

GMT 19:39 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

قادة الأسد السابقون يحاولون استعادة نفوذهم في الساحل السوري

GMT 13:39 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

خبيرة أممية تحذر من ظروف احتجاز زوجة عمران خان

GMT 13:39 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بنيامين نتنياهو يتوعد «حماس» بعد إصابة ضابط بانفجار في رفح

GMT 08:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 3 عناصر مسلحة في اشتباكات مع الأمن السوري

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 3 أشخاص خلال اشتباكات مع الأمن السوري في ريف اللاذقية

GMT 23:45 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

خطة إسرائيل الضخمة للتسلح بقيمة 110 مليارات دولار

GMT 10:25 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

احتفلوا بقيصر وتنازلوا عن الجولان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab