الحكماء الثلاثة

الحكماء الثلاثة

الحكماء الثلاثة

 العرب اليوم -

الحكماء الثلاثة

بقلم - د. محمود خليل

الحكماء الثلاثة: أولهم «بقلى» والثانى «مفتى» والثالث «فؤاد».. الخيط الذى جمع بينهم هو الطب، وكان لكل منهم معه قصة، قصة تحكى لك معانى جليلة حول هذه المهنة المقدسة، التى ترفع صاحبها إلى منصة الحكمة، وتدفع من حوله إلى وصفه بـ«الحكيم»، تيمناً بكهنة وحكماء مصر القديمة الذين احترفوا الطب.. وهل ثمة حكمة فى الحياة أرقى من تخفيف ومداواة آلام البشر؟.. إنهم نماذج ثلاثة قدمت تجارب شديدة الكفاءة والإثارة والعبقرية والإنسانية فى مجال الطب.. الحكماء الثلاثة بالترتيب هم: محمد على باشا الحكيم، وهو من مواليد الربع الأول من القرن التاسع عشر (1813)، والثانى هو الدكتور أنور المفتى الذى ولد بعد قرن كامل من ميلاد «الحكيم»، أى عام (1913)، والأخير هو الدكتور هاشم فؤاد المولود عام 1927، أى أوائل الربع الثانى من القرن العشرين.

محمد على باشا الحكيم طفل مثلت «زاوية البقلى» بمديرية المنوفية محل ميلاده (عام 1228 هجرية)، نشأ فى أسرة متواضعة، يعولها أب شيخ تفقَّه فى الدين، وأم بسيطة من طيبات ذلك الزمان. ومثله مثل كل أطفال الأسر الريفية (أوائل القرن التاسع عشر) التى يقودها أب واعٍ، تم توجيه الطفل إلى قراءة وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة داخل أحد الكتاتيب. يقول «جرجى زيدان» فى كتابه «تراجم مشاهير الشرق فى القرن التاسع عشر» أن «الحكيم» مكث يتعلم فى الكتاب حتى سن التاسعة، وانتقل بعدها إلى القاهرة، ليلتحق بمدرسة أبوزعبل. وهى معلومة -غير دقيقة فى الأغلب- لأن مدرسة الطب بـ«أبوزعبل» أنشأها الوالى محمد على باشا عام 1827 ميلادية، أى وسن «الحكيم» حوالى 14 سنة.

البدايات تحدد المسارات، والمسارات تحدد الخواتيم، ذلك ما يمكن أن تستخلصه وأنت تتأمل المحطة الأولى لتجربة «محمد على الحكيم»، وهى تجربة صنعتها أسرته البسيطة، التى كان عائلها السيد «على الفقيه البقلى» يرى المستقبل جيداً، ويعلم أن الطب فى مصر سوف يتحول إلى علم، يكون لحامله شأن ومكانة، فلم يتردد فى إلحاق ابنه بالمدرسة التى أنشأها الوالى لتعليم الطب، فى وقت كانت فيه بعض الأسر البسيطة ترفض إلحاق أبنائها بالمدارس التى أسسها محمد على، وترى أن عمل أولادها بالزراعة وفلاحة الأرض أجدى من التعليم فى المدارس. الأسر التى آمنت بالتعليم فى ذلك الوقت هى التى استشرفت المستقبل بدقة وأدركت أنه يخبئ أدواراً مهمة للمتعلمين داخل أروقة السلطة. ربما استوعب بعضهم أن الوالى يهتم بالتعليم كجزء من مشروعه الكبير فى تحقيق الحلم النابليونى ببناء إمبراطورية شرقية كبيرة تكون قاعدتها مصر، ويكون بمقدورها أن ترث الإمبراطورية العثمانية، لكنهم لم يتوقفوا أمام ذلك كثيراً، فما كان يهمهم أن يجدوا لعائلاتهم موضع قدم داخل دواوين السلطة.

ورغم الدور الكبير والمهم الذى قام به الفرنسى «كلوت بك» فى تأسيس مدرسة الطب بـ«أبوزعبل»، فإن توجيهات الوالى محمد على كانت حاضرة فى تحديد نظام التعليم بالمدرسة. فكان الطفل يلتحق أول ما ينتسب إليها بـ«المكتب الديوانى» وفيه يتعلم القرآن الكريم تلاوةً وحفظاً، وبعض مبادئ العلوم اللغوية، ومدة الدراسة به 3 سنوات، كما يشير «جرجى زيدان»، ويلتحق التلميذ بعده بـ«المدرسة التجهيزية»، ليدرس مجموعة متنوعة من العلوم، فإذا أثبت كفاءة فيها ينتقل إلى دراسة الطب. وقد نجح التلميذ محمد على البقلى فى قطع هذه الأشواط حتى التحق بـ«تخصص الطب».

arabstoday

GMT 10:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 10:19 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 10:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 10:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكاية الميلاد التي تجمع ولا تفرّق

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 10:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكرة والحداثة

GMT 10:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السن.. والعمر !

GMT 10:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حنظلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكماء الثلاثة الحكماء الثلاثة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 العرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 10:57 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارات جوية سعودية تستهدف قوات المجلس الانتقالي في حضرموت

GMT 09:32 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة 1% في آخر اجتماعات 2025

GMT 08:30 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارتان إسرائيليتان تستهدفان خان يونس جنوبي قطاع غزة

GMT 19:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عراقجي خصوم إيران يسعون لإثارة السخط عبر الضغط المعيشي

GMT 08:22 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال يداهم منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس

GMT 07:26 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق رسمي من نيجيريا على الضربة الأميركية

GMT 09:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يشارك جمهوره كواليس مسلسل «علي كلاي»

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 12:37 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

3 قتلى باشتباكات مع الأمن السوري في ريف اللاذقية

GMT 17:00 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هيئة البث تكشف وساطة روسية سرية بين إسرائيل وسوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab