الحياة لـ«التعاليم»

الحياة لـ«التعاليم»

الحياة لـ«التعاليم»

 العرب اليوم -

الحياة لـ«التعاليم»

بقلم - د. محمود خليل

الشىء العجيب فى تفسير الآية الكريمة التى تقول: «إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّى مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا»، تجده فيما تذكره بعض التفاسير من أن هناك من تبنَّى وجهة نظر تذهب إلى أن «متوفيك» معناها «مميتك» وليس «منيمك».

يذكر «الطبرى» فى تفسيره أن «ابن عباس» ذكر أن «إنى متوفيك» معناها إنى مميتك، كما نقل عن وهب بن منبه اليمانى قوله: توفى الله عيسى ابن مريم ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه إليه.

ومعلوم أن البعض يذهب إلى أن «وهب بن منبه» من المتهمين بتسريب الإسرائيليات إلى التفاسير الإسلامية، وهو ذات الاتهام الذى يوجَّه إلى كعب الأحبار، لكن ما القول بالنسبة لابن عباس؟ وكيف تبنَّى وهب وابن عباس ذلك، وهما يعلمان قوله تعالى: «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم» وقوله «وما قتلوه يقيناً»؟.. ولعلك تلاحظ أن «ابن منبه» أشار إلى أن المسيح مات 3 ساعات، ثم رفع بعدها.

ظنى أن من تبنى هذا الرأى فهم أن للوفاة أشكالاً كثيرة، من بينها القتل، وأن ما نفاه القرآن الكريم عن المسيح هو القتل على يد بنى إسرائيل، لكن لم ينفِ عنه الوفاة، بل أشار إليها فى أكثر من موضع.. «إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك».. «وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته».. «والسلام علىَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً».. فموت المسيح يكاد يكون ثابتاً، لكن الخلاف لدى المفسرين على أمرين، أولهما توقيت الوفاة: وهل كان فى الظهور الأول له أم فى الظهور الذى يسبق نهاية العالم، وقد تأول المفسرون كثيراً على هذا الأمر فى محاولات -كانت غير مقنعة فى أغلبها- بأن الموت سيكون فى الظهور الثانى وليس الأول، وثانيهما كيفية الوفاة.

فى كل الأحوال ستظل رحلة المسيح تحمل كل المعانى السامية لرغبة الإنسان فى التحرر.. أو كما يقول الأديب الكبير «نيكوس كازنتازاكيس» وهو يقدم لكتابه «الإغواء الأخير للمسيح»: «أردت أن أقدم نموذجاً سامياً للإنسان المقاوم، أردت أن أبين له أن عليه ألا يخشى الألم، أو الغواية أو الموت، لأن الثلاثة يمكن قهرهم، وأن الثلاثة قد قهروا فعلا».. لقد قهر السيد المسيح الألم، وتحمل الكثير فى سبيل تحرير الإنسان، وقهر الشيطان، أما موته وكيفيته وتوقيته ففى علم الله، لكنك تستطيع أن تحس فى الآيات القرآنية الكريمة التى تناولت هذه المسألة أن المسيح تمكن فى ختام رحلته من الارتفاع والسمو والتسامى على كل شىء فى هذا الوجود، بما فى ذلك الموت.

لقد حررت تعاليم المسيح الإنسان، ومنحته حياة أرقى وأكثر حكمة ورحمة، ودافعت عن آدمية بنى آدم، وانتصرت لكرامة الإنسان، وحياة كل رسل الله تعالى فى تعاليمهم، وموتهم يمنح التعاليم التى جاءوا بها من السماء حياة أطول وأعرض.

كل عيد قيامة ومصرنا الغالية بخير وأهلها الطيبون أكثر حكمة ورحمة.

arabstoday

GMT 19:28 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مرةً أخرى حول موسوعة تأهيل المتطرفين

GMT 18:47 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

السباق!

GMT 18:44 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

رحيل رئيس إيران فى حادث طائرة

GMT 18:43 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

الفلسطينيون بين التطبيع والتهجير

GMT 18:40 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

خطأ... الافتراضات الثلاثة!!

GMT 18:38 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

الجاهل السعيد

GMT 18:35 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

أين ذهبت الأموال الضخمة؟

GMT 18:34 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

عواطف رجل إسبانى ورجل ألمانى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة لـ«التعاليم» الحياة لـ«التعاليم»



GMT 10:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
 العرب اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 10:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
 العرب اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 05:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
 العرب اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
 العرب اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 04:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

قمة البحرين

GMT 00:24 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

نسيج العنف... ما بعد حرب غزة؟

GMT 10:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

إطلالات تراثية ملهمة للملكة رانيا

GMT 10:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 10:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 08:58 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي

GMT 22:59 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

إسرائيل تعترض هدفا جويا من الأراضي السورية

GMT 07:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

زلزال يضرب محيط مدينة نابولي بجنوبي إيطاليا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab