درج الفضيلة

درج الفضيلة

درج الفضيلة

 العرب اليوم -

درج الفضيلة

بقلم:أمينة خيري

تلقيت رسائل كثيرة من القراء الأعزاء عن مقال «البحلقة»، وأسبابها، وكيف أن الكثيرين يعتقدون أن البحلقة فى الآخرين تصرف عادى، أو أن البحلقة فى الأنثى التى لا تلتزم بالمعايير الشعبية حق مكتسب للمبحلق، وكيف أن البحلقة اللاإرادية قوة طاردة للسياحة.

انقسم المعلقون إلى قسمين رئيسيين: الأول مؤيد لموقفى من البحلقة، وأنها سلوك مقيت وسخيف ويخلط حابل الحق فى التحديق بنابل حق الآخرين فى عدم اختراق خصوصيتهم، والثانى يعتبر البحلقة أمرًا عاديًا ومعتادًا ويجب أن يكون مقبولًا ولا يستحق كل هذا اللغو والغلو، وأن الأنثى التى ترتدى يعتبر ملابسها أو مظهرها غير مناسبة لمقاييسه الشخصية، ينبغى البحلقة فيها كأداة ردع.

دكتور شادى محمد أرسل خواطره عن البلحقة، وسمّاها «رسالة من أحد المبحلقين». ملخص ما كتب بأسلوب أدبى رشيق: «سافرت فى القطار، ظللت مبحلقًا تجاه الباب، أنظر إلى رجل سمين وأتمنى ألا يجلس إلى جوارى لا اليوم، ولا أى يوم آخر. تمر فتاة مراهقة، أنظر إليها، وأجدنى غارقًا فى الأسباب التى تجعلها تضع هذا الكم من مساحيق التجميل، وأى حجاب هذا؟!، كنت أبحلق منتظرًا حدوث شىء ما. يتحول انتظارى لومًا وحسرة. لماذا نبحلق؟/ هناك سبب اجتماعى يتعلق بكوننا نشعر بالوحدة أو الخواء. الوحيدون فى الحياة تدور أحاديثهم غالبًا داخل رؤوسهم، لديهم شعور دائم بأن أحدًا لا يهتم بهم. وهناك جوانب نفسية وشخصية».

ويضيف الدكتور شادى أن التحديق فى الآخرين يحدث نتيجة أسباب وعوامل كثيرة، ولا يمكن فهمها باعتبارها مجرد «بحلقة وخلاص».

أكثر ما أسعدنى فى رسالة القارئ العزيز أنه ذيلها بهذه العبارة: «أعتقد أننى بحلقت فى الجورنال قليلًا بسبب كلماتك».

الدكتور عاطف صليب عبر عن إعجابه بالتطرق إلى سلوك البحلقة، وكتب: «بقراءة المقال تذكرت قول السيد المسيح: من نظر إلى امرأة ليشتهيها، زنى بها فى قلبه».

أعود وأقول إن التحديق فى الآخرين خضع لدراسات وبحوث علمية حقيقية، والكثير منها خلص إلى تعدد الأسباب، مثلما ذكر الدكتور شادى، ومنها الحاجة الإنسانية لإرسال واستقبال إشارات اجتماعية وعاطفية، والرغبة فى التواصل، والاستجابة الفطرية لمحركات الانتباه للتهديدات المحتملة، بالإضافة إلى اعتبار القدرة على التحديق وسيلة لفرض السيطرة الصامتة على الآخرين، وهو ما يعكس خواءً نفسيًا عميقًا يملأه المحدق بهذه الطريقة، وأخيرًا وليس آخرًا الرغبة فى المغازلة.

وعلى الرغم من أننا بشكل عام من الشعوب التى لا تعتبر التحديق فى الآخرين أمرًا مزعجًا لهم، أو تصرفًا مرفوضًا، إلا أن جانب البحلقة فى الإناث ليس إلا تحرش بهن مع سبق الإصرار والترصد. المثير والطريف والمبكى فى آن أنه تم تغليف الفكرة المقيتة فى رداء دينى، حيث الأنثى غير المطابقة لمواصفات أيزو ثقافة السبعينيات المهيمنة، عليها تقبل البحلقة، وإن اعترضت فسنخرج من «درج الفضيلة» ما يبرر البحلقة، بل يباركها، وعليها ضرب رأسها فى أقرب حائط.

 

arabstoday

GMT 11:59 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الإسلام السياسي

GMT 11:54 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

قمة مصرية إسرائيلية

GMT 11:51 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الانتخابات التى عرفناها

GMT 11:48 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

السلاح لا يخفي صوت الضحايا إلى الأبد

GMT 11:46 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

زمن الاستقطاب العميق

GMT 11:37 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد منصور ودراما سيزيف المصري

GMT 10:18 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

«يونان».. الحياة تقف على باب الموت!!

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

حلم الدكتور ربيع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درج الفضيلة درج الفضيلة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 العرب اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 22:09 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

دوى انفجارات فى منطقة المزة بدمشق والشرطة تتحقق من طبيعتها

GMT 21:56 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الهجوم على خالد بن الوليد

GMT 01:57 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اكتشف 3 مشروبات صباحية تساهم في خفض ضغط الدم وتحافظ على صحتك

GMT 23:08 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab