سيولتنا المعيشية ٩

سيولتنا المعيشية (٩)

سيولتنا المعيشية (٩)

 العرب اليوم -

سيولتنا المعيشية ٩

بقلم:أمينة خيري

أنهيت مقال أمس بأن المخرج الوحيد الذى يبدو لى من دوائر السيولة المفرغة التى نعيشها يكمن فى الإصرار على توفير وترسيخ مناخ حرية رأى وتعبير وحوار وتفكير، مع تأسيس «خميرة» مثقفة ومتعلمة ومتنورة من قادة الفكر، على أن يقوموا بمهمة «تدريب المدربين». لماذا؟ لأن المجتمع القائم على التسلط وكراهية الفكر فيه سم قاتل.

أدمغة البشر لا تُجزَأ. حين تنهر الطالب فى المدرسة إن سأل سؤالا خارج المنهج، أو طرح استفسارا يبدو للمعلم أو للأهل فى البيت أنه غير مطابق لمقاييس الأيزو المفترضة فى الأسئلة، وحين يسأل أحدنا رجل دين عن المنطق وراء حكم كذا أو الغاية من فتوى بشرية تحولت عبر الأزمنة إلى ثوابت الدين، فيتعرض الطالب للزجر والسائل للنهر، ويتم تصوير السؤال كأنه رجس من عمل الشيطان أو مس من الجنون، فهل نتوقع من الطالب أو السائل أن يتمتع بعقلية نقدية قادرة على استكشاف بحور العلم وغزو كواليس البحث مثلا؟!.

لقد قتلنا عقليته البحثية والنقدية والمستكشفة، ونجحنا فى استنساخ صورة طبق الأصل منا. هل هذا ما نريد حقا؟ وهل حديثنا الدائم عن تشجيع التفكير والاستكشاف والنقد لنخرج بالجديد لا إعادة تدوير القديم. وحين نصر على أن نسأل الشيخ أو القس (مع كل الاحترام لهما) عن زرع الأعضاء، أو حسابات الفضاء، أو السيارة الكهربائية، أو تطوير التعليم، ألا نكون بذلك قد أغلقنا أبواب البحث وأجهضنا محاولات تشغيل المخ، ناهيك عن ترسيخ مبدأ ابتدعناه حتى صار نهجا ومعتنقا، ألا وهو اختلاط أنساب العلم؟!.

احترام التخصصات ليس تقليلا من حجم ومكانة تخصص وأهله أكثر من غيره.. بل هو عين العقل وكل الاحترام. وحين نتحدث عن إصلاح عقيدة التعليم ونخطط له ونُصِرُّ على استكمال مشواره، فإن هذا الحديث لن يستوى إلا فى أجواء من حرية الرأى والتفكير والتعبير، وهى أجواء لا تتجزأ.. بمعنى آخر، الحديث وتفعيل عن إصلاح التعليم وتعديل مسار عقيدته لا يختلف كثيرا عن الحديث وتفعيل فتح المجال السياسى، وإصلاح الاقتصاد، وتصحيح مسارات الحياة ما اعوج منها وما فسد وما تجمد وكاد أن ينهار من فرط التقادم والإهمال والتغييب.

المناخ الذى يتيح ويضمن ويعمل على استدامة حرية الرأى والتفكير والتعبير هو المناخ الضامن لارتقاء الأوطان وتقدم أهلها، والعكس صحيح.

يظنون أن أمنهم وسلامتهم وراحتهم تكمن فى الظلام والغرف الضيقة التى تحيطها سياج مكهربة تقتل من يحاول اجتيازها. وينجبون أجيالا جديدة فى هذا الظلام الضيق القاتل، فتنشأ أجيال جديدة وهى تعتقد أن هذه هى الحياة، ويدافعون عن ظلامها وضيقها ومحدوديتها بكل ما أوتوا من قوة. ولم لا؟ والمعلم يلقنهم ذلك، والأهل يؤكدون أهمية الظلام وقيمة تعطيل العقل.. وللحديث بقية أخيرة.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيولتنا المعيشية ٩ سيولتنا المعيشية ٩



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab