بقلم : محمد أمين
بداية، لا إبداع من دون حرية. وكما أن الحرية لازمة للعلوم الإنسانية وللفكر الإنسانى بوجه عام، فلا سبيل ولا مستقبل للعلوم الإنسانية دون حرية أصيلة، تعين صاحب كل بحث على أن يضع معطيات بحثه موضع المساءلة، فلا مستقبل لفكر ولا علوم إنسانية، ولا إبداع بوجه خاص إلا بالحرية. فالإبداع هو فعل من أفعال الحرية، وممارستها بامتياز، ولذلك فهو مسؤولية متعددة الأبعاد!.
ولقد سبق لى تأكيد أننا نعيش فى زمن وعالم تتكاتف فيه ضد حرية الإبداع عوائق كثيرة وقيود متكاثرة، يتمسح بعضها بالسياسة، وبعضها الآخر بالأعراف والتقاليد الاجتماعية، وبعضها الثالث يتمسح بالدين!.
المبدع الحر لا يخاف من كل هذه العقبات، ويواصل إبداعه متحديا وجودها، مؤمنا بأن الحرية أهم صفات إبداعه، وأنه إذا فقد قدرته على ممارسة الحرية فى الإبداع، وبالإبداع، فقد أهم صفة من صفات الإبداع، وهى تحدى شروط الضرورة، ومواجهة كل ما يصادر حرية الإنسان وحقه فى الاختيار دينيا واجتماعيا وسياسيا وإبداعيًا فى الوقت نفسه!.