بقلم : محمد أمين
هل تتذكرون الدكتورة سهير القلماوى؟.. بالتأكيد يتذكرها البعض فى قصة منح الدكتوراة للسيدة جيهان السادات.. هذا نموذج آخر لعلامة أدبية بارزة فى مصر، ونموذج للمرأة العظيمة.. إنها سهير القلماوى (٢٠ يوليو ١٩١١ - ٤ مايو ١٩٩٧)، علامة أدبية وسياسية بارزة مصرية وهى من شكلت الكتابة والثقافة العربية من خلال كتابتها والحركة النسوية المعاصرة. كانت من السيدات الأوليات اللواتى ارتدن جامعة القاهرة، وفى عام ١٩٤١ أصبحت أول امرأة مصرية حصلت على الماجستير والدكتوراه فى الآداب لأعمالها فى الأدب العربى. بعد التخرج!.
عينتها الجامعة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب. كانت أيضاً من أولى السيدات اللائى شغلن منصب الرؤساء من ضمن ذلك رئيسة قسم اللغة العربية فى جامعة القاهرة، ورئيسة الاتحاد النسوى المصرى، ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية. نُشرت كتاباتها التى تتضمن مجلدين من قصص قصيرة وعشر دراسات نقدية والعديد من ترجمات عالم الأدب.
ولدت سهير القلماوى فى ٢٠ يوليو ١٩١١ القاهرة مصر، وعاشت هناك طيلة حياتها. نشأت فى عائلة تفخر بتعليم إناثها، ولذلك كانت قادرة على الاستفادة من مكتبة أبيها ذات الأعمال الشاسعة فى سن مبكرة. يبدو أن كُتابا مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوى وابن إياس ساهموا فى موهبتها الأدبية بشكل كبير وشكلوا صوتها كأديبة خلال طفولتها أثناء ثورة ١٩١٩.
نشأت سهير القلماوى وسط تأثير السيدات المصريات خلال الفترة التى كانت بها الناشطة النسوية هدى شعراوى والشخصية القومية البارزة صفية زغلول. ركزت تلك النساء وناشطات نسوية أخريات على نقل المناظرة النسوية للشوارع لإنشاء حركة بعيدة المدى. أثّر هذا المقصد على بعض مبادئها النسوية. تخرجت القلماوى فى الكلية الأمريكية للفتيات وكرست نفسها لدراسة الطب كوالدها فى جامعة القاهرة. ومع ذلك، وفور تلقيها الرفض، شجعها أبوها على التخصص فى الأدب العربى عوضاً عن ذلك.
أصبحت أول فتاة شابة ترتاد جامعة القاهرة وأول امرأة بين أربعين رجلا تدرس الأدب العربى. خلال وجودها فى الجامعة، تلقت القلماوى الإرْشاد من الدكتور طه حسين الذى كان رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة. وجعل طه حسين «القلماوى» مساعدة رئيس التحرير فى المجلة عام ١٩٣٢ وهكذا أصبحت القلماوى أول امرأة تحصل على رخصة الصحافة فى مصر. خلال فترة دراستها، أيضاً، كانت مذيعة لخدمة البث الإذاعى المصرى. بعدما حصلت على الماجستير فى الآداب. تلقت منحة لإجراء البحوث فى باريس لشهادة الدكتوراه. عام ١٩٤١، بعدما انتهت من رسالة الدكتوراه، أصبحت أول امرأة تحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة. كانت إحدى العديدات من أوائل بنات جنسها وابتدأت مشوارها المهنى كأول مُحاضرة فى جامعة القاهرة عام ١٩٣٦. وسرعان ما شقت طريقها لتصبح أستاذة جامعية ولاحقاً رئيسة قسم اللغة العربية بين عامى ١٩٥٨- ١٩٦٧ وكانت أول امرأة تقوم بذلك.
أسست أول معرض كتاب فى الشرق الأوسط: معرض القاهرة الدولى للكتاب. وخلال سنوات عمرها الأخيرة، عملت كرئيسة الهيئة العامة للكتاب من ١٩٦٧ إلى ١٩٧١ ورئيسة هيئة الرقابة من ١٩٨٢ إلى ١٩٨٥. فى بداية عام ١٩٣٥، نشرت مجموعة واسعة من الأعمال الأدبية تحتوى على قصص قصيرة ودراسات نقدية ومجلات ثقافية وترجمات. توفيت بالقاهرة فى مايو ١٩٩٧.