الإنسانية والفشل في الإقلاع عن العنف
خلل تقني يتسبب في تعطيل حركة السفر داخل أحد أكبر مطارات بريطانيا والسلطات تؤكد أن المشكلة محلية المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إيرباص تعلن انخفاض تسليمات شهر نوفمبر بسبب مشكلة صناعية وأزمة في معايير الجودة الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا استشهاد 79 سودانيا بينهم 43 طفلا نتيجة قصف بمسيرة في منطقة كالوقي جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخر الأخبار

الإنسانية والفشل في الإقلاع عن العنف

الإنسانية والفشل في الإقلاع عن العنف

 العرب اليوم -

الإنسانية والفشل في الإقلاع عن العنف

بقلم : د. آمال موسى

أحيا العالم أمس، اليوم الدولي لمناهضة العنف تحت شعار «قولوا لا للعنف». طبعاً هذا اليوم يعدُّ من الأيام الدولية الحديثة العهد؛ إذ يعود تاريخ إحيائه للمرة الأولى إلى عام 2017، وتم الاختيار - قصداً واعترافاً - أن يكون هذا اليوم هو نفسه تاريخ ميلاد الزعيم المهاتما غاندي فيلسوف السلام واللاعنف والقائل: «إن اللاعنف هو أقوى قوة في متناول البشرية. فهو أعتى من أسلحة الدمار تم التوصل إليه من خلال إبداع الإنسان».

ومن الأفكار التي تستأثر بالترويج في مثل هذا اليوم الدولي فكرة أن اللاعنف هو سلاح الأقوياء. طبعاً مثل هذه الفكرة تبدو عاطفية ومثالية ومضحكة. ولكن عندما نُشغل العقل نجد أنه إذا اتفقنا على أن العنف هو سلاح الضعفاء، فإنه مباشرة سنتفق على عدِّ اللاعنف سلاح الأقوياء.

فمَن الأكثر قوة، الذي يمتلك القدرة على لجم الغضب وكظم الغيظ أم من يحكمه الغضب ويأخذ القرارات وهو غاضب ويهزمه مراراً الغيظ؟

العنف، ومهما كانت هوية وطبقة وعلو مقام من يمارسه، يظل أسوأ ما في الإنسان. وما الإنسانية إلا سيرورة كاملة من أجل نزع العنف الآتي من الطبيعة التي لا تزال أصوات سكان الغابة تتردد في داخل الإنسان رغم ما قطعه من مسار طويل جداً في هذه الأرض.

العنف مستشرٍ جداً في منطقة الشرق الأوسط، وهناك مناطق عدة في العالم أصبحت موصوفة في نشرات الأخبار ببؤر التوتر. والمؤسف أننا دخلنا في بوتقة من العنف جعلت من المعاني تشتبك وتنقسم على نحو ضاع فيه المعنى الأصلي للقوة التي تعدُّ من أكثر ضحايا العنف. لقد عمل المعنفون الكبار في العالم على ربط العنف بمستوى القوة، وبذلك ضاعت القوة ولم نعد نعرف لها وجهاً واضح الملامح.

لننظر ماذا تفعل أميركا - أقوى دولة في العالم: إنها تؤيد إسرائيل وتسكت عن قتلها الأطفال والنساء في غزة، والتي تقوم بتجويع الشعب والأطفال الفلسطينيين حتى الموت. هل هذا الصمت يمكن أن يكون موقف أقوى دولة في العالم؟ إذن، بمَن يحتمي الضعفاء في العالم؟ أليس من المفترض أن الأقوياء نظرياً هم حماة العالم؟

من الجيد أن إحياء اليوم الدولي للاعنف يمثل مناسبة للتفكير في أبعاد مفهوم العنف وفي عدم اقتصار معانيه على الحروب والنبش في ظواهر أشبه ما تكون بمشتقات العنف الكثيرة، على غرار ظواهر الفقر والجوع والظلم والفساد والتحرش، وعدّ كل هذه الظواهر وغيرها مولّدة ومنتجة للعنف وتعيد إنتاجه بأشكال أشد قسوة.

وكما نلاحظ، فإن العنف عائلة مركبة من الفروع تشمل الفقر والجوع والعقوبات والبطالة والحرمان والإقصاء. ومن هنا بدأ المهاتما غاندي رحلة التفسير والتفكير بأن اللاعنف هو سلاح الأقوياء، ولكن ظلت هذه التجربة الإنسانية النبيلة محصورة الأرجاء ولم يسمح لها بالتوسع؛ الأمر الذي يكشف عن قصور فكري لم يستطع استيعاب أن اللاعنف هو سلاح الأقوياء، وأن القوي هو شخص سوي، والسوي يدرك أن اللاعنف ينتج الإيجابية والسلام ويشكل مساراً إنسانياً الحد الأدنى من العنف فيه يُعدُّ عدو الإنسان قديماً وحديثاً.ندرك جيداً أن العنف محرك التاريخ القديم، ولكن التاريخ القديم لم يعرف الحداثة في حينه، ولم يتشبع بالعقلانية. وبعد تراث حقوقي هائل وتطور فكري وعلمي مذهلين على مر السنين، فليس من حق الأقوياء الحاليين أن يفكروا بطريقة الأقوياء القدامى.

أنت قوي عندما تضبط أعصابك. قوي عندما تحمي طفلاً. قوي عندما لا تتخلى كرجل عن شهامتك ونظافة يدك ولسانك من العنف. العالم يصبح أقل عنفاً عندما نعلن طلاق القوة والعنف.

نحن نعيش في عالم مريض ينتج عنيفين يلبسون رداء القوة ويجبروننا على تصديق مسرحياتهم التي على شاكلة مسرح الدمى ولكن للكبار هذه المرة وفي كل مرة.

arabstoday

GMT 13:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

الحنفية وأفق التغيير

GMT 13:56 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعادة في أوقات تعيسة!!

GMT 13:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ضباب التفكير!

GMT 13:52 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 13:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقديم غير مألوف

GMT 13:48 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

من يطلق الرصاص؟

GMT 12:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 10:19 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

على شفا وقت هارٍ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسانية والفشل في الإقلاع عن العنف الإنسانية والفشل في الإقلاع عن العنف



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 18:06 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال

GMT 08:43 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:40 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 16:52 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 09:26 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العذراء الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:49 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:29 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab