امرأة من بناة الأهرام

امرأة من بناة الأهرام!

امرأة من بناة الأهرام!

 العرب اليوم -

امرأة من بناة الأهرام

بقلم : دكتور زاهي حواس

من أغرب المقابر التي قمت بالكشف عنها داخل مقابر الفنانين والعمال بناة الأهرامات بالقرب من هرم الملك خوفو بالجيزة، هي مقبرة لأحد رؤساء العمال، وهو الفنان بتتي وزوجته نس سوكر. ويبدو أن بتتي كان خائفاً على مقبرته من السرقة؛ لذلك استعان بساحر صنع له تمثالاً صغيراً من الطمي، ووضعه على مدخل المقبرة ممسكاً في يده اليمنى بخنجر. وكان هذا التمثال السحري أو التعويذة السحرية أول شيء أعثر عليه أثناء الكشف عن المقبرة، وفي الردهة الأولى شاهدت منظراً للفنان وزوجته واقفين وبجوارهما بعض الكتابات بالهيروغليفية. وقبل الدخول إلى حجرة الدفن مباشرة عثرنا على نصين كتابيين يحتويان على ما يعرف بنصوص اللعنة! أحدهما على اليسار لبتتي، والآخر على اليمين لزوجته التي تصورها مناظر المقبرة متساوية تماماً مع زوجها، ربما لأنها كانت تعمل كزوجها تماماً في بناء الأهرامات، ولذلك فقد تساوت معه في المناظر، وظهرت وهي واثقة من نفسها، وبلا شك فإن هذا هو ما أراد زوجها أن يظهره لأنه هو الفنان الذي نفذ رسومات المقبرة. أما نص اللعنة الخاص بزوجة بتتي فيقول:

أيها الأحياء أجمعين الداخلين إلى هذا القبر

من سيحاول مس هذا القبر بسوء فإن

الأسود ستفترسه في الأرض

والتماسيح ستقضي عليه في الماء

والثعابين ستلدغه في الأرض

وأفراس النهر ستحطم عظامه في الماء

والعقارب ستبث سمها في دمه على الأرض...

أما نص اللعنة الخاص بزوجها فقد اكتفى بذكر أن التماسيح والأسود وأفراس النهر سوف تفترس من يمس مقبرته. يبدو أن نس سوكر كانت أشد انتقاماً من زوجها وقد استعملت كل أسلحتها في سبيل القضاء على كل من يمس مقبرتها، بل وأشارت إلى أن الآلهة أيضاً تحميها. ويعني اسم نس سوكر، أي التي تنتمي إلى الإله سوكر وهو إله منطقة سقارة، والتي أخذت المنطقة اسمها من اسمه. وكانت هذه السيدة تحمل لقب كاهنة حاتحور سيدة الجميز.

وكانت المرأة في مصر القديمة تتقلد أحياناً بعض مناصب الكهنوت، وكان من أكثرها شيوعاً بين نساء الطبقات العليا، كاهنة حاتحور، ومع ذلك قد كشفنا عن هذا اللقب لامرأة في مقابر العمال من بناة الأهرام سواء في الجبانة السفلى أو الجبانة العليا، مما يدل على أن سيدات الطبقات الدنيا تقلدن هذا المنصب كما اجتمعت لنا من جبانة الجيزة طائفة ممن عملن كاهنات لحاتحور ونيت، ربة الحرب في مصر القديمة. ويبدو أن أغلب القائمين على خدمة حاتحور ونيت كن من النساء بحكم ضآلة عدد من سُجِّل من الرجال في مصادر تلك الحقبة كهاناً لحاتحور.

لم يتوقف عمل المرأة المصرية القديمة على الكهانة فقط، بل كانت هي العمود الفقري في العمل بمجمع المخابز الذي يمد العمال بالآلاف من أرغفة الخبز يومياً. كما عملت المرأة في المطابخ ومصانع إعداد البيرة والأسماك المملحة، واللحوم المحفوظة. وكل هذه المنشآت تم الكشف عنها بالقرب من المجمع السكني لبناة الأهرامات بالجيزة. وداخل المجمع السكني كانت النساء يعملن في حياكة الملابس، وقد قمت بالكشف عن مقبرة لسيدة حملت لقب القابلة، أي التي تساعد النساء أثناء الولادة. أما في موقع العمل فكانت النساء يعملن جنباً إلى جنب مع الرجال، ولكن في الوظائف التي لا تحتاج إلى مجهود عضلي مثل العمل ضمن فرق الإسعافات الأولية الموجودة في موقع العمل.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة من بناة الأهرام امرأة من بناة الأهرام



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
 العرب اليوم - جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 22:12 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
 العرب اليوم - مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab