ثقب في قلب فرعون

ثقب في قلب فرعون

ثقب في قلب فرعون

 العرب اليوم -

ثقب في قلب فرعون

بقلم : دكتور زاهي حواس

تم الكشف عن سر خبيئة المومياوات الملكية بالدير البحري بالأقصر في يوليو (تموز) سنة 1881، وذلك بعد عشر سنوات كاملة ظلت خلالها عائلة عبد الرسول تخفي سر الخبيئة التي عثروا عليها مصادفةً في 1871 وظلوا طوال عشر سنوات ينهبون محتوياتها ويقومون ببيعها لتجار الآثار، ولكيلا يندهش القارئ فعلينا أن نؤكد أن عائلة عبد الرسول لم تدخل الخبيئة سوى عشر مرات فقط بمعدل مرة واحدة في العام، وحسب وصفهم كانت هناك شروط معينة في تحديد هذا اليوم الذي كان لا بد أن يكون ليلة شتاء غير مقمرة شديدة المطر والبرودة. وذلك إمعاناً في إخفاء الكنز الثمين عن أعين الأهالي من قرية القرنة التي بنيت منازلها في الجبل فوق مقابر الفراعنة.

كان أول من دخل الخبيئة من علماء الآثار، هو أحمد كمال، الذي نال لقب الباشاوية فيما بعد بسنوات، وعرف بأحمد باشا كمال، وكان معه إيميل بروجش من مصلحة الآثار المصرية التي كان يديرها في ذلك الوقت جاستون ماسبرو خلفاً لأوغست مارييت الذي كان قد توفي قبل الكشف في 18 يناير (كانون الثاني) 1881. عبر بروجش عن لحظة الدخول إلى الخبيئة وكيف كاد يفقد عقله، وهو لا يكاد يصدق ما تراه عيناه من توابيت ومومياوات وآثار. وكان السؤال المحير: كيف ولماذا تم دفن كل هؤلاء الفراعنة في تلك المقبرة المتواضعة؟ ولماذا لم تبقَ في مقابرها الجميلة الموجودة بوادي الملوك القريب؟

في الحقيقة لم يستغرق علماء الآثار كثيراً من الوقت حتى كشفوا عن السر. وهو أن مقابر الملوك تعرضت لعمليات نهب ممنهجة خلال عصر الأسرة العشرين. وكشف كهنة أمون الذين كانوا يحكمون الأقصر خلال عصر الأسرة الواحد والعشرين أن مومياوات الفراعنة نهبت ومقابرهم سرقت. وكان عليهم الحفاظ على ما بقي في تلك المقابر وأن محاولات حماية وادي الملوك لن تأتي بأي نتيجة. ولذلك قاموا بإعادة لفّ المومياوات في أكفان جديدة من الكتان، وإعادة دفنهم في توابيت خشبية بسيطة عوضاً عن توابيتهم الذهبية التي نهبت.

قام أحمد كمال وبروجش ومعهم 300 عامل بحمل توابيت الملوك ومومياواتهم والآثار التي كانت لا تزال في الخبيئة على عجل من دون أي توثيق علمي لحالة الخبيئة لحظة الكشف، ولا حتى صورة واحدة للتوابيت داخل الخبيئة قبل نقلها على عجل. ربما تحسباً لحدوث محاولات للاعتداء على الموظفين الذين جاءوا على متن الباخرة المنشية من القاهرة لأخذ الكنز الثمين.

وصلت المومياوات إلى القاهرة، وكانت المرة الأولى التي يرى الناس فيها وجوه الفراعنة الذين حكموا مصر في عصرها الذهبي وبنوا إمبراطورية كانت تحكم الشرق الأدنى القديم. كانت أولى المومياوات التي قام إيميل بروجش بفك لفائفها هي مومياء الفرعون تحتمس الثالث وللأسف كان أحمد عبد الرسول وأخوه محمد قد أحدثا ثقباً كبيراً في صدر المومياء عند منطقة القلب بحثاً عما يعرف باسم «جعران القلب»، وهو جعران كبير غالباً ما يصنع من الذهب ويوضع في تجويف الصدر كتعويذة لحماية القلب؟ كان أحمد وأخوه رغم جهلهما يعرفان مكان هذا الجعران، وأحدثا الثقب في صدر تحتمس الثالث للوصول إلى القطعة الأثرية الثمينة التي كانت تباع في أسواق الآثار أو العاديات، كما كان يطلق عليها بآلاف الجنيهات الذهبية. لكن ما لم يكن يعرفاه أن لصوصاً آخرين سبقوهما قبل ثلاثة آلاف سنة وسرقوا كل ما كان على المومياء من حلي وجواهر ثمينة يمكننا تخيلها بمجرد النظر إلى ما تم الكشف عنه على مومياء الفرعون الذهبي توت عنخ أمون.

arabstoday

GMT 10:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 10:19 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 10:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 10:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكاية الميلاد التي تجمع ولا تفرّق

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 10:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكرة والحداثة

GMT 10:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السن.. والعمر !

GMT 10:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حنظلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقب في قلب فرعون ثقب في قلب فرعون



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:13 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رياض محرز يسجل أسرع هدف في كأس أمم أفريقيا 2025

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 08:52 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

فايزر تعلن وفاة مريض وُضع تحت اختبار دواءهيمبافزي

GMT 09:40 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

وفاة لاعب كرة قدم وسط مباراة رسمية بسبب تميمة سحرية

GMT 08:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مسيرة إسرائيلية تستهدف وسط بلدة حولا جنوبي لبنان

GMT 19:52 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أحمد عبد الوهاب الابن الأصغر لموسيقار الأجيال

GMT 09:37 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

شهيدان بغارة إسرائيلية على حافلة في الهرمل شرقي لبنان

GMT 19:39 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

قادة الأسد السابقون يحاولون استعادة نفوذهم في الساحل السوري

GMT 13:39 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

خبيرة أممية تحذر من ظروف احتجاز زوجة عمران خان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab