أعياد الفراعنة

أعياد الفراعنة

أعياد الفراعنة

 العرب اليوم -

أعياد الفراعنة

بقلم: دكتور زاهي حواس

عندما زار المؤرخ اليوناني هيرودوت مصر في نحو 500 قبل الميلاد، وصف مصر بأنها بلد الأعياد والاحتفالات، وقال في ذلك: «ما يكاد ينتهي عيد في مقاطعة مصرية أو في مدينة من مدنها حتى يبدأ عيد آخر في مقاطعة أخرى أو في مدينة ثانية».وفي الحقيقة، فإن الفراعنة كانوا من أكثر الشعوب حباً للحياة والبهجة، حتى مقابرهم ومعابدهم زينوها بصور مبهجة تدعو إلى الاستمتاع بالحياة. وغير الأعياد الدينية كانت الأعياد الملكية يتم الإعداد لها جيداً، وكان عيد الجلوس على العرش من أشهر الأعياد الملكية في مصر القديمة، حيث كانت تجري في هذا العيد طقوس متوارثة لآلاف السنين. يكون فيها الملك على رأس موكب الاحتفال يحمل فيه الكهنة تماثيل للفراعنة مينا ومنتوحتب الثاني وأحمس الذين وحدوا البلاد وبدأوا عصور نهضتها الكبرى، وتنتهي بجلوس الملك على العرش وإعادة تتويجه.

والهدف من هذا العيد هو الاحتفال بدوام وحدة البلاد تحت ولاية الملك. وكان هناك عيد مشابه يسمى عيد تجديد الملكية «حب سد»، ومراسم احتفالاته لا تزال غامضة بعض الشيء. وتبدأ مراسم العيد بدخول موكب الملك الذي يتوجه إلي المقاصير الخاصة بأرباب أقاليم الجنوب ليأخذ الموافقة منهم على تجديد حق الجلوس على العرش. بعدها يتوج الملك بالتاج الأبيض الخاص بالوجه القبلي. ويكرر الاحتفال من جديد بالنسبة لأرباب أقاليم الشمال أو الدلتا ليتوج الملك بالتاج الأحمر. وينتهي الاحتفال بطقس يرمز إلى اتحاد مملكتي الشمال (الدلتا) والجنوب (الصعيد)، وذلك بربط زهرتي اللوتس والبردي معاً حول وتد مثبت في الأرض، ثم يقوم الملك بشعائر عدة أمام تماثيل الأرباب، وفي كل مرة يلبس رداءً معيناً، ويقبض بيده على شارات مختلفة. وينتهي هذا الطقس بأن يطلق الملك سراح ثور قوي ثم يجري خلفه ليسيطر عليه ويلف أنشوطة حول قرنيه. كان عيد السد يستمر لأيام، ويحضره الناس من أرجاء البلاد كافة لتقام الولائم في القصور.

اهتم فراعنة الدولة الحديثة بتنظيم أعياد ومواكب النصر بعد عودتهم من حملاتهم العسكرية فيقدمون القرابين في المعابد جزاء ما حققوه من انتصار على الأعداء. ويقومون بتكريم قواد الجيش وكبار الموظفين، وكذلك الجنود الذين أظهروا شجاعة في القتال بإعطائهم الأوسمة الذهبية، وكان أسمى وسام هو وسام الشجاعة على هيئة ذبابة من الذهب الخالص. وكان الاحتفال يتم بموكب كبير تتقدمه العجلات الحربية وعربة الملك وهو في قمة أناقته. ويقف في استقبالهم رؤساء الكهنة وكبار رجال الدولة بين هتاف الشعب الذي يلقي باقات من الزهور على الموكب. وفي أعياد النصر كانت تقام الولائم الفخمة، وتوزع فيها أنواع من الحلوى والفطائر المحلاة بالعسل والفواكه.

كان لهذه الاحتفالات أثرها الفعَّال في بث روح الفخر في الجنود المصريين ورفع الروح المعنوية للشعب. ومن أشهر أمثلة هذه الأعياد؛ الحفلات الكبرى التي أقيمت ابتهاجاً بانتصار تحتمس الثالث في موقعة مجدو الشهيرة، وتحطيم حصون العدو بعد حصار دام لشهور عديدة. كذلك أعياد النصر التي أقيمت بعد معركة رمسيس الثاني في قادش، والتي حدثت بها الموقعة الكبيرة بين المصريين وجيوش الحيثيين والمتحالفين معهم. وانتهت بانتصار رمسيس الثاني، أشهر ملوك الفراعنة المحاربين. وسجلت وقائع موقعة قادش بكل فصولها وأحداثها على جدران معابد الكرنك والرامسيوم وأبو سمبل، وغيرها من المعابد التي شيدها رمسيس الثاني في طول البلاد وعرضها.

 

arabstoday

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

خواطر رجل مسن.. ملاحظات تمهيدية

GMT 15:03 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نتنياهو حزين لفقد روح بريئة!!!

GMT 14:16 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

سوريا... مشروع «مارشال» العربي

GMT 14:14 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

عقلاء وحكماء في بطانة صانع القرار

GMT 14:13 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

الجُوع في غزة

GMT 14:12 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

العدوان على سوريا.. أهدافه وما بعده!

GMT 14:11 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

الملف النووى الإيراني.. إلى أين؟‎

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعياد الفراعنة أعياد الفراعنة



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها
 العرب اليوم - نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها

GMT 04:34 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

فى مواجهة «حسم»!

GMT 05:06 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

ضاع في الإسكندرية

GMT 04:51 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

من بولاق إلى أنقرة

GMT 13:53 2025 الإثنين ,21 تموز / يوليو

السويداء.. والعزف على وتر الطائفية (٢-٢)

GMT 05:28 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

وفاة ممثل أميركي عن عمر 54 عامًا غرقًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab