الأطلال الهوى إذ هوى

الأطلال: الهوى إذ هوى!

الأطلال: الهوى إذ هوى!

 العرب اليوم -

الأطلال الهوى إذ هوى

بقلم:تركي الدخيل

إرسال المثل، في بيت الشعر، أو في جزء منه، من أنواع البديع، التي تزيد الشعر جلالاً، وجمالاً، وقيمةً، وحكمةً، وتثري معناه، ومبناه، وتسهمُ في تحوله ليكونَ بيتاً من الأمثال السائرة، ومن أمثلته، قول النابغة:

ولستَ بِمُسْتَبْقٍ أَخاً لا تَلُمُّهُ على شَعَثٍ أي الرجال المهذَّبُ

وقول بشار:

إذا أنتَ لم تشربْ مرارًا على القذى ظمئتَ وأي الناسِ تصفو مشاربُه

وقول أبي تمام:

نَقِّل فؤَادَك حيثُ شئتَ من الهوى ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأوَّلِ

والحقيقة أنَّ أبا تمَّام إنَّما أراد كشفَ الفكرة بوضوح، لا التعبير عن وجهِها الواقعي بدلالاتِ كلماتِ البيت المباشرة.

أقول ذلك، لأنَّ الذي طلبَ منه أبو تمَّام تنقيلَ فؤادِه من الهوى باتجاهٍ مكاني، وفقاً لمشيئته، لا يملك من الأمرِ شيئاً، والحقيقة أنَّ الانتقالَ العاطفي مكاناً لا يخضع لإرادته هو، بل الآمرُ فيه والناهي هو الفؤادُ، ولو أرادَ الشخصُ الانتقالَ العاطفي من دائرة هنا إلى دائرة هناك، من دون أن يحصلَ، يكون الأمر صادراً أساساً من الفؤاد؛ إذ الهوى لا يأتمرُ بغير أمرِ الفؤاد، ولا ينتهي بغير نهيه، وما كنَّا نمتدح الفؤاد ونصفه بالنشاط لنبضه، فهو لا ينبض في مصلحةِ أحد، ما دام وجهُ الهوى عنده لا يتطابق مع وجه هواه.

ومع تسليمنا برقَّة بيت إبراهيم ناجي، القائل:

يا فؤادي لا تسل أينَ الهوى كانَ صرحاً من خيالٍ فهوى

فإنَّنا لا نسلم به، إلا مجازاً، وهو ليس إلا من قبيل قول أبي الطيب المتنبي:

نحن أدرى وقد سألنا بنجدٍ أطويلٌ طريقُنا أم يطول؟!

فنهي الفؤادِ عن السؤال لا طائل منه، فهو أدرى إن سأل من المسؤول، وهو الذي يحدد الأجوبة عملياً، فمن الطبيعي أن يعرفَ الأجوبة.

والحق أنَّ الشَّاعرَ يجب ألا يحزنَ على مصير الهوى الذي هوى.

فما صرح الخيال بصرح، وما بناء الوهم ببناء، ولو نطح السحابَ، فهذا النطح من قول الشاعر:

كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها فلم يضرْهَا وأوهَى قرنَه الوَعِلُ!

والأمثلة في لاميةِ العجم للطغرائي كثيرةٌ، وهي قصيدةٌ تعمَّد شاعرُها أن يغمرَها بهذا، ومنها قوله:

حُبُّ السلامة يَثني هَمَّ صاحِبِهِ عن المعالي وَيُغرِي المَرء بِالكَسَلِ

أعلّلُ النفسَ بالآمال أرقبها ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمل!

arabstoday

GMT 17:22 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

وهل كنا نعيش في المدينة الفاضلة؟!

GMT 17:21 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

حكاياتي مع السيجارة

GMT 15:26 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

ترامب في الجامع.. رسالة التسامح والسلام

GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

مِن رَوَائِعِ أَبِي الطَّيِّب (50)

GMT 15:20 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

إنقاذ سوريا

GMT 10:33 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

آخر اختبار لأخلاق العالم

GMT 03:11 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

حياة عادية

GMT 03:09 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

ياسمين حسان ياسين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطلال الهوى إذ هوى الأطلال الهوى إذ هوى



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:11 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

أحمد سعد يعلّق على نجاح حفله في أستراليا
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على نجاح حفله في أستراليا

GMT 02:41 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

هذه القصة المُحزنة

GMT 00:26 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

غوتيريش يطالب بوقف إطلاق نار دائم في غزة

GMT 00:46 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 19مايو / أيار 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab