حظ أفضل وراحة بال

حظ أفضل وراحة بال

حظ أفضل وراحة بال

 العرب اليوم -

حظ أفضل وراحة بال

بقلم : سمير عطا الله

بُعيد الغروب بقليل شعرت بوخزة مؤلمة في ظاهر اليد اليمنى ما بين السبابة والإبهام. التفت إلى مصدر الألم فوجدت بعوضة ضخمة تتلذذ بامتصاص دمي فنهرتها. طارت ثم عادت وحطت على مدرّج العروق البارزة، ما بين الإبهام والسبابة. هذه المرة هويت عليها بقبضة اليد اليسرى، لكنها كانت قد أحدثت العقصة الأخرى والمزيد من الألم.

لسبب عند معشر البعوض وليس عندي، تكأكأت عليّ ذلك المساء جميع أنواع البعوض والبراغيت والبرغش ملحاحة مثل نباح الكلاب الخائفة من عتم الليل، وتسلل الذئاب المخادعة. خطر لي وأنا في تلك الحالة اليائسة كم يتشابه البعوض وبعض البشر. فئة تلازمك طوال حياتك. كائنات صغيرة لا تُرى، لكنها تطن في أذنيك في صوت مزعج وتنتقم من ضآلة حجمها بقوة لدغها، وتمضي حياتها توزع الألم والسموم والطنين. لا أحد يهتم لوجودها فتحاول أن تثبت هذا الوجود بما أوتيت من قدرة على الإزعاج. مرة بالطنين ومرة بالوخز. لا دور آخر ولا طاقة أخرى. لها أجنحة مثل الطيور والفراشات، لكنها أجنحة بشعة وأزيز مقزز.

أمضيت عمري أخاف البرغش وأحاول تفاديه. لكنه ينبت من حولي دائماً في صور مختلفة وأحجام متفاوتة وسمّ مركّز. وبدل أن أخوض معركة مُثخناً بجروح الحقد والحسد والتلوث كنت أهرب. وإذ أتأمل حصاد العمر أتساءل: كيف يمكن لطبقة كاملة من البشر أن تمضي حياتها بين سم لا يقتل، وطنين فارغ؟ ما هذه القدرة الهائلة على أن يكون الإنسان مملوءاً بالترهات والعقم واللاشيء واللاأحد؟ أحياناً قليلة جداً (جداً) أتساءل: أين هم هؤلاء السادة؟ ماذا يفعلون؟ كيف ينظرون إلى مجانيات الضغينة والنميمة؟ وإلى حياة بأكملها كل شيء فيها، أن لا شيء فيها سوى الحسد والتجني.

أحاول أن أعثر على فائدة واحدة أفادها الفاشلون من حقدهم على النجاح. من حياة ليس فيها سوى الجناية الصغيرة، والهموم الصغيرة، والعوم فوق بحر لا ينضب من الثرثرة والهراء، بكثير من الألم الحقيقي. استعرضت تلك الصفوف الطويلة وتمنيت حياةً أفضل لأولادهم وأحفادهم وألّا يرتعوا كل ذلك الخواء.

arabstoday

GMT 11:19 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

صوت الجندي المكتوم في قارورة بحرية!

GMT 11:17 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الجفاف يجتاح إيران وحرب مياه في أفق المنطقة

GMT 11:13 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سقوط الفاشر... هل يُكرر السيناريو الليبي؟

GMT 11:10 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سرقة متحف اللوفر

GMT 11:06 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

السيدة المعجزة

GMT 10:57 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وحلم الولاية الثالثة

GMT 10:55 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ساركوزي ولعنة ليبيا والقذافي

GMT 10:52 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مفهوم العدالة... مع التفسير العلمي لا الثوري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حظ أفضل وراحة بال حظ أفضل وراحة بال



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 22:24 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي
 العرب اليوم - ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
 العرب اليوم - حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نوارة الغزاوية... وفلسطين الدُمية

GMT 20:23 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة إلى سموتريتش: السعودية دولة تملك التاريخ والجغرافيا

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 11:57 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

يتيمة العصر

GMT 09:54 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك... المُطلق

GMT 14:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ساناي تاكايتشي تستعد لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab