ثومة وبوب ديلان

ثومة وبوب ديلان

ثومة وبوب ديلان

 العرب اليوم -

ثومة وبوب ديلان

بقلم : إنعام كجه جي

 

ومرة جديدة يحلّ في ديارنا سان فالانتاين. قديس الحب المفترض. أمير القلوب الحمر وباقات الورد. نساير الجو ونصدّق الأسطورة. نتوهّم غراميات بادت ونحلم بخفقات في علم الغيب. يقتلنا الشوق ولا نرعوي.

خافت أم كلثوم من الحب وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه. ثم «لقيتني بأحب وأذوب في الحب». وإذا قالت ثومة فصدقوها. الشك ممنوع في كوكب الشرق التي فارقتنا من نصف قرن وظلت مقيمة بيننا. نتركها سادرة في رقدتها ونقصر الكلام على روبرت ألن زيمرمان. المغني الذي كتب للحب أشعاراً استحق عليها «نوبل» في الأدب.

وزيمرمان هو الاسم الحقيقي لبوب ديلان. موسيقي وشاعر ونحات ومخرج أميركي. تجاوز الثمانين بثلاثٍ وحقق من الشهرة ما يُحسد عليها. وفي مدار فنان مثله لا بد أن تدور عشرات المغرمات. لكن هناك واحدة اسمها سوز نقلته إلى دنيا أخرى. هل صدق شاعرنا العربي أم أنه لعب بعقولنا حين قرر: ما الحب إلا للحبيب الأول؟

يخبرنا فيلم جديد عن ديلان أنه تعرف على سوز روتولو في حفل للموسيقى الشعبية في مانهاتن. نحن في صيف 1961 وسوز في السابعة عشرة بينما لم يبلغ بوب العشرين بعد. جاء من مدينته البعيدة في ولاية مينيسوتا لكي يجرب حظه في نيويورك. كتب في مذكراته: «حين التقيتُ بها دخلتُ في ألف ليلة وليلة». وصف ابتسامتها بأنها «تضيء شارعاً أسود».

وسوز من أسرة إيطالية مهاجرة. أبوها فنان نقابي وأمها تعمل في صحيفة من صحف اليسار. تأثرت بهما وأرادت أن تكرس حياتها للنضال من أجل الحقوق المدنية. وكان ديلان محدود الثقافة، يقرأ لشعراء فرنسا الرومانسيين ويتابع حركة جيل «البِيتْ» الأدبية. وسيعترف بأن لقاءه بسوز فتح عينيه وأشرع نوافذ روحه.

راح يمضي لياليه عندها يعزف لها على الغيتار. لكن والدتها السيدة روتولو وقفت له بالمرصاد. نظراتها جمرات تكوي جلده. توارى عنها واستأجر غرفة وراحا يلتقيان من وراء ظهرها. عش بمقام مدرسة. تعلم من سوز حسّ النقد وبدأ يرسم ويكتب كلمات أغنياته بنفسه. والسائد حينذاك أن يستعيد المغنون الشعبيون تراث السابقين. يعرض قصائده عليها وينتظر رأيها.

جاءت الشهرة فتأرجح بندول الحب. ينعزل ديلان ويرفض رؤية الأصدقاء وتتألم الحبيبة وتعاني من هواجسه. ثم تتدخل والدتها وترسلها لتدرس الفن في إيطاليا. تغيب تسعة أشهر وتعود لتجد حبيبها في علاقة مع نجمة موسيقى البوب جون بايز. لكن سوز رفضت أن تكون وتراً في قيثارة المغني. كتبت في مذكراتها أنها تعبت من الضغوط والأكاذيب. فهي لم تعرف أن لقبه الحقيقي زيمرمان إلا عندما سقطت بطاقة هويته من جيبه ذات يوم. أما هو فقال إن حبه لها كان أكبر من مجرد نزهة في غابة لكن القدر صاح: «ستوب». راح يغني مع ثومة: أهل الحب صحيح مساكين.

arabstoday

GMT 17:22 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

وهل كنا نعيش في المدينة الفاضلة؟!

GMT 17:21 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

حكاياتي مع السيجارة

GMT 15:26 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

ترامب في الجامع.. رسالة التسامح والسلام

GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

مِن رَوَائِعِ أَبِي الطَّيِّب (50)

GMT 15:20 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

إنقاذ سوريا

GMT 10:33 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

آخر اختبار لأخلاق العالم

GMT 03:11 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

حياة عادية

GMT 03:09 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

ياسمين حسان ياسين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثومة وبوب ديلان ثومة وبوب ديلان



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:11 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

أحمد سعد يعلّق على نجاح حفله في أستراليا
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على نجاح حفله في أستراليا

GMT 02:41 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

هذه القصة المُحزنة

GMT 00:26 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

غوتيريش يطالب بوقف إطلاق نار دائم في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab