أناس يتشاجرون مع السماء1

أناس يتشاجرون مع السماء-1

أناس يتشاجرون مع السماء-1

 العرب اليوم -

أناس يتشاجرون مع السماء1

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

بعض المؤلفين والكتّاب، وخاصة الذين لم يتربوا على وعي ثقافي عميق، ويريدون أن يزجّوا بأنفسهم في معترك الأدب والثقافة والفلسفة من دون أن يتعبوا على أنفسهم، ومن دون أن يكابدوا من أجل تحصيل المعرفة، مثل هؤلاء الناس، العجلون والمستعجلون يبغون إنهاء شوط السباق، والسباق لم يبدأ بعد، ويريدون أن يحصدوا النجاح، وهم لم يسهروا ليلاً، ولَم يعملوا نهاراً، لذا تجدهم يضربون على العمى، وأول ضرباتهم الخائبة تلك التي تتجاوز السحب، وتكون مثل الشهب، هم الذين ينطبق عليهم القول: أول ما شطحوا نطحوا، تجد الواحد منهم يتعارك مع السماء في أول إصدار له، متطاولاً على لفظ الجلالة، متجاوزاً خطوط أخلاق المعرفة بغية الشهرة، والمنع، والتداول الإعلامي ليظل يتسول ويسوّق نفسه من خلال ذلك المنع الرقابي، مثل من يكسر يده ليشحذ عليها، والحقيقة أن المنع جاء من العنوان الذي يشبه قرع الطبل الأجوف، أما فحوى الكتاب فهو خال من الدسم، ولا يسمن، ولا يغني من جوع، هو نوع من الاستفزاز مبني على السطحية وعدم الحضور المعرفي المتعمق، وهو يعتقد أنه ثائر، وحداثي، وما بعد المفاهيمية، مثل ذلك الشاعر العربي الآتي من لندن مرة، والتقيناه في فضاء المغرب الجميل، وهو ليس بقامة شعرية، فطوله شبران، لكن صوته مثل رصاصة «أم سَجّبَه»، فلما حان دوره ونودي إلى المسرح ليلقي قصيدته في مهرجان أصيلة، انبرى من بين الحضور، وبدأ قصيدته الكهربائية من على الدرج، واستهلها بالخصومة من رب العرش العظيم، على غرار «نصلي لإبليس الرحيم»، معتقداً أن النقطة التي لحسها من كلمة «الرجيم» ستشفع له عند النقّاد، فصرخنا فيه أن يصلي على النبي، هذا وبعده لم يعتل خشبة المسرح، ولا هو يشبه كفّار قريش قُهمة، ولا سعة في الجسد، ظل دقائق يتعارك مع السماء، لا خلى ملائكة، ولا شفيعاً، وسط تذمر واستغفار الجمهور، وتدرون كم هي شائكة مشكلتنا نحن العرب مع الميكروفون المركب بعجالة في المناسبات، يظل الواحد يتحنحن ويسعل مرتين، ويضرب بأصبعه عليه ثلاث نقرات ليتأكد أنه يعمل على خير ما يرام، فجأة ولسوء حظ ذلك الشويعر الذي يريد تعميق صلته بالشيطان، عمل الميكرفون ذاك الصوت والصرير المزعج، متجاوزاً درجات «ديسيبل» للضجيج، بعدها بثوان ومن باب الصدفة المحضة فرقعت وحدة إضاءة أعلى المسرح، فجفل الشويعر تلك الجفلة بحيث قلّ طوله ساعتها شبراً، وخاف الجمهور، وصرخوا فيه أن ينزل من على المسرح كفاية لهذا الحد، لكنه أصرّ في المتابعة، فقاموا له منزعجين من هذا الفأل الذي يمكن أن يخلق زلزالاً، وأنزلوه، وكادوا أن يرجموه.. ونكمل غداً
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

 

arabstoday

GMT 08:58 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

متفرقات الأحد

GMT 09:01 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

الهند.. أساطير الزمان (1)

GMT 06:35 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة للأمام.. سنة للأجمل

GMT 07:17 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر (2)

GMT 06:45 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

دراسات تديرها مزاجات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أناس يتشاجرون مع السماء1 أناس يتشاجرون مع السماء1



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab