بقلم : سليمان جودة
فكرتُ يومًا أن أكتب مسرحية شعرية عن صلاح الدين الأيوبي، واحترتُ وأنا أقرأ قصة حياته من أكثر من مصدر، ولم أجد ما يسيء إلى سيرته، وتكفيه البطولة والنصر.
كان صلاح الدين الأيوبى يبتسم وهو يلقى ربه، وسألوه وهو يودع الحياة: كيف تبتسم وأنت تمضى إلى رحاب الله؟ قال: أبتسم لأننى سوف ألتقى برسول الله عليه الصلاة والسلام، وسوف أقول له لقد حررت مسراك، وأعدت الأقصي، وطهرت القدس، وهكذا كان الرجال. تجمع قادة الجيوش حول جثمان صلاح الدين وفتحوا خزينته لكى يشاهدوا ثروة محرر القدس، فوجدوا دينارا واحدا وكيسا من التراب، وعليه قصاصة صغيرة كتب فيها صلاح الدين: ما دخلت معركة فى سبيل الله إلا وأخذت منها بعض التراب فانثروه على قبرى عسى الله أن يغفر لي. بقى صلاح الدين يحارب فى حطين ست سنوات كاملة، ولم يدخل القلعة فى القاهرة إلا بعد أن حرر القدس وعاد منتصرا.. (سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير).. فى التاريخ نماذج للبطولة صنعها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه صدقًا وإيمانًا ويقينًا، ويجب أن نتوقف عندها كثيرًا أمام أجيالنا الجديدة، حتى تدرك أنها تنتمى لأمة عظيمة تستحق أن تأخذ مكانتها بين الشعوب الجديرة بالكرامة والحياة.
هَلْ مِنْ صَلَاحٍ بِسَيفِ الحَقِّ يَجْمَعُنَا
فى القُدْسِ يومًا فيُحْيِيهَا.. ويُحْيِينَا؟
هَلْ مِنْ صَلَاحٍ يَدَاوِى جُرحَ أُمَّتِهِ
ويُطلِعُ الصبحَ نَارًا مِنْ لَيالينَا؟
هَلْ مِنْ صَلاحِ لشَعْبِ هَدَّهُ أَملٌ
ما زال رغم عِنادِ الجُرْح يَشفِينَا
هل من صَلاحِ يُعِيدُ السَّيفَ فى يدنَا ؟
ولتبتُرُوهَا.. فقد شُلَّت أيادينَا