عيد قتل الجياع

عيد قتل الجياع

عيد قتل الجياع

 العرب اليوم -

عيد قتل الجياع

بقلم: سليمان جودة

رغم أنه ليس العيد الأول الذي يستقبله قطاع غزة وهو يواجه محنته، إلا أنه هذه المرة ليس عيدًا ككل الأعياد التي مرت على الناس في القطاع.

ففى أعياد سابقة، كانت حكومة التطرف في تل أبيب تقول إنها تضرب عناصر حركة حماس، وكانت تقتل ما استطاعت منهم، وكان هذا في لغة الحرب مقبولًا، لأنه مواجهة بين جيش إسرائيلى، وبين عناصر مسلحة تقاوم دفاعًا عن أرض محتلة. ولكن جيش حكومة التطرف انتقل إلى قتل المدنيين أنفسهم، ولم يشأ أن يكتفى بقتلهم في بيوتهم، ولا في مستشفياتهم، ولا في المدارس التي تؤويهم، ولا في الخيام التي يقضون أيامهم البائسة فيها.

لم يشأ جيش حكومة التطرف أن يكتفى بهذا، ولكنه ذهب إلى نحر الجياع الذين ذهبوا يحصلون على كسرة خبز من مراكز توزيعها في القطاع. وقد شاع في صحافة العالم مصطلح جديد اسمه: قتل الجياع!.

وكانت وسائل إعلام العالم، ولا تزال، تنقل المشاهد التي يختلط فيها الرغيف بالدم على أبواب مراكز توزيع المساعدات. وكان الناس هناك يسقطون شهداء وهم جوعى، فكأن الموت قد اجتمع عليهم مع الجوع، أو كأن الموت قد سبق محاولات سد الرمق في لحظتها الأخيرة.

وربما نلاحظ أن برقيات التهنئة التي كان الناس يتبادلونها في العيد على مواقع التواصل لا وجود لها تقريبًا. فالغالبية من الناس دخلت في حالة من الاكتئاب غير المسبوق. والغالبية تشعر بعجز عربى شامل يزيد من حدة الاكتئاب. والغالبية تتمنى لو تستطيع تقديم شىء للمغلوبين على أمرهم في غزة، فتكتشف أن عينها إذا كانت بصيرة، فإن يدها أقصر بكثير من القدرة على فعل شىء، ولا تملك إلا أن تظل تأسف وتتأسى!

ثم زاد من حدة الأسى لدى المتابعين، أنهم سمعوا الرئيس الأمريكى قبل أيام يبشر بشىء جيد في شأن غزة، فإذا بإدارته ترفع سيف الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لوقف الحرب!.

تفعل إدارته ذلك دون حياء، تفعله متجردة من أي حس إنسانى، تفعله دون ذرة من إحساس بالمسؤولية تجاه الجياع المتساقطين على أبواب مراكز توزيع المساعدات، تفعله لتقول إنها شريكة لا مجرد متواطئة، تفعله فيستقبل أهل المنطقة عيد الأضحى وقد حرموا على أنفسهم أن يفرحوا به، أو أن يتبادلوا في استقباله التهانى والبرقيات.

 

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد قتل الجياع عيد قتل الجياع



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:36 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تستيف المشهد الانتخابي

GMT 15:35 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

الرسالة الأصلية

GMT 16:19 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

بسمة بوسيل تكشف سراً جديداً عن روتينها اليومي

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها

GMT 15:49 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

الجيش الإسرائيلي يشن 120 غارة على غزة

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab