بقلم:فاروق جويدة
بعيدًا عن الساسة والسياسة وقضايا التطبيع والاتفاقات والصفقات، العقلاء فى الشعوب العربية يتساءلون: أين النخب العربية من الكوارث التى تحيط بالعالم العربي؟ أين الجامعات؟ وأين النقابات؟ وأين الكُتّاب؟ وأين الجمعيات الأهلية واتحادات المرأة؟ وأين عشرات المؤتمرات التى كانت تطوف العواصم العربية تناقش وتتحاور؟ أين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدنى والجاليات العربية فى الخارج؟ هناك قطاعات كثيرة فى العالم العربى غابت تمامًا عن الساحة. كيف تعجز النخبة عن إطعام غزة؟ والعدوان على الضفة؟ واستباحة قدسية التراب السوري؟ وضرب اليمن ولبنان؟ أين النخب العربية من هذا الدمار الذى أحاط بأمن الشعوب واستقرارها وسلامة أراضيها؟
كان ينبغى أن تتصدى النخبة العربية لهذا العدوان الغاشم، حتى بالرفض والاحتجاج، ولكن صمت النخبة انعكس على كل شيء، وترك إسرائيل تعربد بلا حساب، مع دعم أمريكى فى كل شيء، وصمت من النخبة تجاوز كل الحدود. لم يشهد التاريخ العربى، فى أسوأ المراحل، ما نراه الآن من حالة الصمت والتهاون التى اجتاحت النخب العربية. وقد انعكس ذلك على روح الشعوب وحالة الاستسلام التى سيطرت عليها، والعالم يتساءل: أين النخب العربية؟
من بين صفوف هذه النخبة خرجت رموز فى النضال والصمود، وواجهت حشود العدوان بكل الإيمان واليقين، وانتصرَت وحرَّرت شعوبها، وكانت نموذجًا فى الصمود والإرادة، فأين هى الآن من كل ما يجرى حولنا؟ للأسف الشديد، النخب العربية تعيش الآن مرحلة غريبة من الصمت، لا أحد يعرف ماذا سيقول عنها التاريخ؟!