بقلم : فاروق جويدة
رحل صديقى العالم الجليل د. على الغتيت.. فُوجِئتُ بخبر رحيله رغم أننا كنا على تواصل دائم وحوارات لا تنتهى، وكان يتمتع بصحة جيدة ويهتم كثيرًا بكل ما يحيط بنا من القضايا والأزمات..
كان يعيش قضايا مصر أمنًا وإنتاجًا وبشرًا وحياة، وفى الفترة الأخيرة كان يتابع كل ما يجرى فى غزة وما نتعرض له من غزوة بربرية، وكان حزينًا وعاتبًا على ما وصلت إليه أحوال الأمة من التراجع فى قضاياها.
كان يتابع كل الأحداث فى كل ما يخص القضية الفلسطينية، ابتداءً بقرارات المنظمات الدولية فى الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، وانتهاءً بعمليات الإبادة التى تمارسها إسرائيل فى غزة.
كان د. الغتيت مهتمًّا بكل ما يدور فى مصر سياسيًّا واقتصاديًّا، وكان مهمومًا بما يعانيه المصريون من الظروف الاقتصادية.
كان مفكرًا وأستاذًا من طراز رفيع فى القانون والاقتصاد والسياسة، وكانت له مشاركات فى فترات مختلفة فى عدد من المسئوليات فى مؤسسات الدولة، وكان د.الغتيت يتمتع بمكانة دولية رفيعة فى مجالات القانون والاقتصاد.
فى السنوات الأخيرة، كان بيننا تواصل وحوار لا ينقطع بحكم الجيرة فى المكان، وكانت له نزعات روحية صافية فى قضايا الدين، وكان يتابع ما يجرى من التجاوزات فى قضايا على درجة من الحساسية.
كان عالمًا متفتحًا، متمسكًا بثوابت دينه، وقضايا وطنه، ومستقبل أمته.
ومع رحيل الصديق الجليل، تسقط شجرة عريقة فى رحلة العمر، ويغيب عنا رمز من رموز مصر الحضارة والثقافة والعلم.
رحم الله د. على الغتيت، سوف يترك فراغًا كبيرًا.