بقلم:فاروق جويدة
كان ينبغى أن يدرك نيتانياهو وحشود المشاركين فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك أن المشهد هزيمة عسكرية وسياسية، وأن دوره قد انتهى أمام رفض واستهجان دولى أمام مغامرة فاشلة، وكان هذا الموقف إدانة دولية لمسئول مغامر جعل شعوب العالم تكره هذا الوجه القبيح. لقد أصبح نيتانياهو مرفوضا ومنبوذا أمام شعوب العالم، وخرج بهزيمة دخلت به فى مستنقعات التاريخ. إن نيتانياهو أدرك متأخرا أن عليه أن يستسلم أمام إعصار الكراهية الذى وضع نهايته فى هذا الاجتماع الدولى الرهيب.
إن ترامب لن يفلت من الجريمة وسوف يدفع ثمن مؤامرة خبيثة للقضاء على شعب فى أرضه وتاريخه. إن لقاء نيتانياهو مع ترامب يختلف عن كل اللقاءات السابقة، لأن أشباح الهزيمة تحاصر الاثنين معا. إن نيتانياهو سوف يعود إلى إسرائيل وحشود الجمعية العامة تنتظره فى كل الأماكن، تحيطه اللعنات من أسر الضحايا والمختطفين. هناك أشياء كثيرة تغيرت فى موقف الشعوب والحكومات، وربما تأخرت كثيرا، لأن صحوة الضمائر تحتاج بعض الوقت حتى تعود لرشدها. إن نيتانياهو قد انتهى، دورا ومسئولا وإنسانا، وأصبح من واجب الشعب الإسرائيلى أن يعيد حساباته، ولن يبكى عليه كثيرا.. إن حرب غزة كانت صراعا داميا بين الصمود والطغيان، وليست أول مرة ينتصر الصمود وتسقط معاقل التخلف والغباء والجهالة. آخر ما يقال لنيتانياهو: انتهى الدرس يا غبى.
كانت هزيمة نيتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية طاغية خرج من جحور التاريخ أمام أحلام كاذبة، وكانت أصوات الشعوب أعلى من كل أبواق الباطل.. أفاقت شعوب العالم من حجم الكارثة وقامت بصحوة للحق غيّرت كل الحسابات وألقت بالقتلة فى هذا المصير المظلم، وهذا جزاء الظلم فى كل زمان.