بقلم:فاروق جويدة
بعد كل ما حدث ظهرت بوادر المؤامرة الكبرى، حيث أعلن نيتانياهو إقامة مشروع إسرائيل الكبرى بعد احتلال غزة، وإن ذلك قد يتطلب ضم أجزاء من دول عربية لإكمال مشروع الدولة الجديدة.. إن إسرائيل توزع الآن على أهالى غزة تذاكر السفر إلى دول أخرى، وأمام الاحتلال والحصار والتجويع يمكن أن تنجح مؤامرة التهجير ويقبل بعض الفلسطينيين فكرة الرحيل .. هناك دول لديها استعداد لقبول أعداد من الفلسطينيين، وأمام الخلافات العربية يمكن أن تجد إسرائيل المناخ المناسب لفكرة التهجير.. إن أمريكا لا ترفض الفكرة، بل إنها تشجعها وترى فيها حلاً للقضية الفلسطينية مع نهاية حلم إقامة الدولة.. إن الدول العربية تواجه الآن تحديات جديدة تصل إلى تهديد احتلال أراضٍ تتجاوز حدود فلسطين، ولا شك فى أن مسلسل الفتن والصراعات بين الدول العربية يشجع إسرائيل على مزيد من العدوان على الأرض العربية.. وأمام ما يجرى فى ليبيا والسودان ودول عربية أخرى من حروب أهلية، كل هذه الأحداث مع الصمت العربى جعلت أطماع إسرائيل تتوسع كل يوم ويتضخم حلمها فى إقامة دولة إسرائيل الكبرى بدعم أمريكى كامل.. إنها «محنة القرن» وليست «صفقة القرن».
إن ما يجرى الآن من الأحداث وما يشهده العالم العربى من التحديات والفتن يمثل تحولاً تاريخياً فى مستقبل نصف مليار عربى يواجهون واحدة من أكبر المؤامرات التى تهدد كل شيء، ولا أحد يدرى ما سيجرى غدا.
فى الأزمات والمحن الكبرى التى تهدد الوجود والأوطان والشعوب ينبغى أن تتسم المواقف بالحسم والإرادة وتقدير المسئولية، وتتجاوز الشعوب مناطق الصراعات، وتبقى مصالح الأوطان الغاية والهدف.