بقلم : فاروق جويدة
عاش بكرامة ورفض جائزة الدولة باعتزاز، وعانى سنوات السجن ولم يتخاذل، وظل على عهده بقيمة الشرف. أشهر رواياته، كتبت عنه يوم تعرض لأزمة صحية، وتحركت مؤسسات الدولة، واتصل به الرئيس عبدالفتاح السيسى للاطمئنان عليه. وظل فى المستشفى، ويبدو أن الأزمة كانت أكبر من قدرة الجسد، وختم صنع الله إبراهيم صاحب «ذات» و«بيروت» مشواره تاركًا تجربة إبداعية غاية فى الثراء، كانت حياة الناس أهم ما فيها. عاش صنع الله مهمومًا بقضايا وطنه، وسخر قلمه طوال مشواره مدافعًا عن البسطاء والمهمشين، وقد دفع ثمن مواقفه فى السجن، وعانى كثيرًا من التهميش والتجاهل رغم أنه احتل مكانة مميزة فى كوكبة الرواية العربية بجانب محفوظ، ويوسف إدريس، والطيب صالح.
عاش صنع الله إبراهيم كما عاش كل بسطاء مصر، وكان يستطيع أن يكون من مواكب المستفيدين، وحين جاءته جائزة الرواية – وكان يستحقها عن جدارة – رفضها، وظل مخلصًا لقناعاته، واكتفى بتاريخ صنعه بالإبداع الجميل والمواقف التى لم تساوم ولم تتراجع.
ومع رحيل صنع الله، تفقد الرواية العربية واحدًا من فرسانها الكبار، وتفقد الكلمة مبدعًا حقيقيًا حافظ على مصداقية كلمته ونقاء مشواره.
لا شك أن صنع الله وتاريخه يمثلان نموذجًا لكل كلمة جادة، ولكل صاحب فكر حقيقي.
رحل صاحب «تلك الرائحة» و«اللجنة» و«نجمة أغسطس» و«بيروت بيروت» و«ذات»…
عاش بسيطًا، وشارك الناس أيامهم، وسُجن من أجلهم، وعانى كثيرًا لكى يؤكد أنه صاحب حق فى الحرية والكرامة، حتى لو دفع الثمن. ..
لم يأخذ حقه من الشهرة وكان يستحق منها الكثير، ولكنه ترفع عن بريق الأضواء واكتفى بصدق الكلمة وبريق الموقف.