بقلم:فاروق جويدة
لم يتردد الرئيس ترامب فى أن يصارح نيتانياهو بأن أحلامه لن تتحقق ، وقال له: أنت تريد أن تحارب العالم كله ولا تستطيع.. كان من الممكن أن يكشف للعالم حقيقة الذئب الصهيونى الذى جاء بخطة وحلم إسرائيل الكبرى.. لو أن ترامب كشف حقيقة نيتانياهو أمام العالم منذ البداية، وأنه رجل مؤامرات من قدامى القراصنة، لأنهى الحرب قبل أن يسقط آلاف الضحايا من الأطفال، ووفر على الشعب الأمريكى تكاليف هذه الحرب.
إن ترامب، رغم أحاديثه عن السلام، كانت لديه توجهات غامضة تجاه غزة، وكشف ذلك حين تحدث عن صفقة كبرى وإنجاز تاريخى لإسرائيل.. إن سقوط نيتانياهو بهذه الطريقة كان شيئًا متوقعًا، لأن أحلامه كانت أكبر بكثير من قدرات جيش الاحتلال، وربما اكتشف ترامب هذه الحقيقة.. أن قدرات إسرائيل العسكرية لم تعد قادرة على الاستمرار فى حرب غزة، وربما تحولت غزة إلى مشروع استثمارى يرضى روح رجل الأعمال فيه.. كما أن الرجل مازال يبحث عن دعامة بعد أن فشل فى الحصول على جائزة نوبل.
إنه الآن يستطيع أن يكون الأقوى، وأمامه المال والنفط، وقطعة ذهبية من الأرض تُسمى غزة، وشعوب تسعى للحماية.. إن الرئيس ترامب يحسب كل الأشياء بمنطق العقارات والأرباح، والعالم فى نظره بنوك وبترول وأرصدة.. لقد تخلص ترامب من سيطرة وغرور نيتانياهو، وخلا له الجو ليكون زعيمًا على العالم وليس رئيسًا لأمريكا.. لقد أضاف لمملكته ولايات جديدة حتى لو كانت بعيدة، إن ترامب يبحث لنفسه عن زعامة خارج وطنه أمريكا، وسوف نشاهد قريبًا حلقة جديدة من الصراع حول من يسيطر على المنطقة العربية: ترامب أم نيتانياهو، ومن يكسب الرهان.
إن الصراع الحقيقى بدأ حول من يأخذ الوليمة: أمريكا أم إسرائيل، والأرجح هو ترامب وأمريكا.. إن وصول قوات الجيش الأمريكى إلى اسرائيل تغيير فى كل الحسابات.