بقلم:فاروق جويدة
أصبح من المؤكد أن أكثر من دولة عربية معرضة لمؤامرة التقسيم أمام أطماع إسرائيل فى الدول العربية.. إسرائيل تحارب الآن على جبهات عدة، وتراهن على إقامة دولة إسرائيل الكبرى بدعم أمريكى وتواطؤ دولي.. إن أطماع إسرائيل تتجاوز فلسطين وتمتد إلى سوريا ولبنان، وهناك مشروع للتهجير إلى دول أخري.. إن الغريب فى الأمر: كيف يمكن أن تتحمل كل أعباء هذه الأطماع؟ وما هى الأسباب التى تشجعها على اقتحام وتقسيم العالم العربى بهذه الوحشية؟
إن وراء محنة التقسيم والاحتلال أطرافًا كثيرة: صمتا عربيا، ومؤامرة أمريكية، وانقساما دينيا، وحروبا أهلية، وصراعات داخلية، وشعوبا دمرها الفقر، وأخرى تتمتع بالثراء.. ولا أحد يعرف مستقبل هذه المنطقة من العالم وسط كل هذه المؤامرات .. إن الصورة التى وصلت إليها أحوالنا تدعو للأسى أمام الأطماع والتقسيم ونهب الثروات، وقبل هذا كله، إن إسرائيل لن تفرط فى حلمها الكبير.
إن التخلص من حزب الله من أهم أطماع إسرائيل، وغزة صخرة المقاومة، وسوريا السر الأعظم، .. وهناك من خرج من الحسابات، وأقام المعاهدات، وأبرم الصفقات، ويجنى الثمار ويوزع العطايا والهبات.
إن نجاح إسرائيل فى تقسيم العالم إلى دويلات صغيرة سيكون نكبة تتجاوز نكبة فلسطين، خاصة أن المؤامرة تمت أمامنا، وكأنها أحداث عادية، وربما شاركت بعض الأطراف فيها.. خاصة أن إسرائيل كانت تمهد لذلك من سنوات، وكانت تعلم أن الوقت لمصلحتها، وقد راهنت عليه كثيرًا ونجحت، لأن حالة الانقسام والحروب الأهلية مهدا لذلك كله، وأصبحت كل الظروف لمصلحتها.. هل يمكن أن تخيب الآمال وتسترد الدول إرادتها وقرارها؟