بقلم:فاروق جويدة
لا أحد يعرف حتى الآن أسباب حريق سنترال رمسيس فى قلب القاهرة، وهو واحد من أهم مواقع التكنولوجيا المتقدمة فى مصر. إن أخطر ما فى الحريق هو عنصر المفاجأة، كما أن نتائج الحريق ترتبت عليها آثار بالغة فى معظم مراكز الخدمات فى الدولة، ابتداءً من توقف الخدمات التليفونية والنت والبنوك والاتصالات والتحويلات والبورصة والسحب الآلى.
إن هذا الحريق يطرح أكثر من سؤال حول خدمات الاتصالات، ابتداءً بالتليفونات والبنوك والبورصة، أن تجد تليفونك فى حالة عجز، وحسابك فى البنك خارج الخدمة، وتذاكر الطائرات متوقفة، والمستشفى لا يمكن الاتصال به، فكل الأشياء تتوقف، بما فى ذلك عملية جراحية أو تحويل أموال أو كشف حساب بنكى.
إن الاعتماد على جهاز المحمول فى كل شيء قضية معقدة، إنه يجرى المكالمات ويحفظ حساب البنك والمستشفى وحجز الطائرة والاطمئنان على حالة المريض. كل هذه الأشياء تجتمع فى هذا الساحر الصغير، الذى يتحول إلى دولة فيها كل الخدمات، فى متابعة الأخبار والكتابة والصحف، وإذا توقف هذا الجهاز لأى سبب من الأسباب، سواء كان انقطاع الكهرباء أو خللا فى الجهاز أو حريقا كما حدث فى سنترال رمسيس، تجد نفسك أمام عالم آخر، وتبحث عن حل ولا تجد غير الحيرة والغموض وقلة الحيلة.
إن التكنولوجيا انتقلت بالحياة إلى آفاق من التقدم والرفاهية، ولكنها إذا تعطلت سوف يجد العالم نفسه أمام طريق مسدود.. مسدود.. ينبغى ألا يبالغ الإنسان فى فرحته بالعصر الجديد، عصر الأزرار، لأن أمامه مفاجآت جديدة.. ما حدث فى حريق سنترال رمسيس يحتاج إلى مراجعة، حتى لا تتكرر الأزمة ونعرف الأسباب ونتجنب تكرارها. وقبل ذلك كله، مثل هذه المشروعات الضخمة تحتاج إلى إجراءات أمنية وحماية خاصة.