بقلم:فاروق جويدة
انقسمت الدول العربية فى موقفها من المقاومة، البعض يراها خطأ تاريخيًا، وهناك من يراها الفرصة الوحيدة لإنقاذ القضية الفلسطينية وإقامة دولتها. ولا شك فى أن ما يجرى من أحداث حولنا الآن يؤكد أن إسرائيل الدولة والمشروع والأطماع لا تؤمن بسلام عادل مع الشعب الفلسطينى، وأنها تعتقد أن حل الدولتين قضية مرفوضة حتى لو حاربت العالم العربى كله..
إن أخطر ما يحدث الآن أن هناك أبواقًا تدعو إلى السلام بينما إسرائيل تجتاح بعض العواصم العربية حربًا ودمارًا . عن أى سلام يتحدث أنصار التطبيع؟ عن دمار غزة أو احتلال الضفة أو العدوان على سوريا والعراق واليمن وأخيرًا قطر؟ إن إسرائيل لا تصلح أن تكون دولة سلام لأنها مشروع استيطانى عدوانى توسعى غاشم.
إن أزمة إسرائيل ليست فيما حصلت عليه ولكن فى مشروع إسرائيل الكبرى، وهى لن تتراجع عنه لأنّها تريد أن تكون الأكبر والأقوى، وهى تنتهز حالة الضعف التى يعانيها العالم العربى مع دعم أمريكى كامل يبحث عن مصالحه ويرى فى إسرائيل شريكًا. إن العالم العربى يعيش محنة صعبة وأعطى لإسرائيل فرصة تاريخية لأن تعربد دون حساب لأحد. ليس أمام العالم العربى غير أن يواجه مصيره ويوحّد شعوبه ويحمى قدراته بتحدى مناطق ضعفه ويدرك أنه يواجه عدوا شرسًا يحمل أطماعًا كثيرة ويجد بجانبه شريكًا أمريكيًا يبحث عن مصالحه ..
إن العالم العربى يعيش لحظة صعبة، وإذا كانت إسرائيل تحمى وجودها فإن الوجود العربى مهدد فى أرضه وأمنه وسلامة شعوبه..
لا بديل أمام العالم العربى إما أن يوحّد كلمته ويحدد مواقفه بكل الحسم والحزم والإرادة، أو يترك للفلسطينيين قضيتهم حتى لو حاربوا مائة عام..