بقلم:فاروق جويدة
كان الرئيس ترامب الشخص الوحيد الذى يستطيع بكلمة واحدة منه أن يوقف الحرب فى غزة، ولا شك فى أنه كان شريكا فى هذه المأساة.. إنه الآن يأمر نيتانياهو أن يوقف العدوان على غزة ويؤكد أنه تجاوز فى التعامل مع الحرب، وخسرت إسرائيل كثيرا من دول العالم بسبب هذه الحرب.
كانت هناك فرص كثيرة أمام الرئيس ترامب لكى يكون أكثر حسما مع إسرائيل، ولكنه تركها تتمادى فى تدمير كل شيء..الخسارة الحقيقية أن صورة ترامب قد تشوهت أمام موقف إسرائيل التى استخدمت كل وسائل القتل والوحشية ضد أهل غزة. وكان الدعم الأمريكى من أهم أسباب الوحشية الإسرائيلية فى التعامل مع أصحاب الأرض.
إن هناك حسابات كثيرة مع كل دول العالم ولن تخص إسرائيل وحدها، ولكن ترامب بشخصه سوف يلقى الجزاء المناسب.. فى كلمات ترامب الأخيرة إحساس بالندم، وهو لا ينكر أنه كان شريكا فى جرائم إسرائيل. إن ما حدث صفحة سوداء فى تاريخ إسرائيل وهو ثأر لن يسقط بالتقادم، وقد تكون الشعوب طرفا فيه بما فى ذلك الشعب الأمريكي..
إن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاعتراف بدولة فلسطين فى الجمعية العامة، كل هذه القرارات إدانة دولية ملزمة، وسوف يدفع الشركاء أمريكا وإسرائيل ثمنها حتى لو تأخر الحساب.. لقد تأخر الرئيس ترامب فى وقف نزيف غزة، وأصبح الآن إنسانا مكروها أمام شعوب العالم شرقا وغربا. لقد بدأ ولايته فى بحر من دماء تسبقه دعوات شعوب الأرض، إن السماء لن تترك قراصنة الموت يتحكمون فى حياة الشعوب ومصير الأوطان.
الزعامات تصنعها المواقف ، والتاريخ سلسلة من الأحداث إما أن تكون لك أو عليك ..هناك فرق أن تسلك طريق الرحمة أو تستسلم للظلم والطغيان، وكل واحد يختار طريقه والتاريخ يكتب..