بقلم:فاروق جويدة
فى الوقت الذى قضى فيه الرئيس ترامب خمسة أيام استضاف فيها نيتانياهو فى البيت الأبيض ، تعامل بطريقة فجة مع زعماء إفريقيا، واختصر اللقاء معهم ، وسأل أحدهم عن الدولة التى ينتمى إليها وأين تعلم ، وأبدى رغبته فى اختصار وقت اللقاء .. أعاد الرئيس ترامب صورة العنجهية الأمريكية القديمة، وتحدث بسخرية مع رؤساء يمثلون شعوبهم .. وفى الوقت الذى تعامل فيه الرئيس ترامب بهذا التعالى ، كان ودودًا ومجاملاً مع رئيس عصابة تل أبيب ، وأقام له حفل عشاء، واجتمع به ثلاث مرات..
هل عادت طقوس الغطرسة الأمريكية إلى سلوكيات الرئيس الأمريكي؟
إن أمريكا بلد الحريات تخسر كثيرًا من سياسات ترامب ، لأن الرجل يريد أن يطرد الملايين من أبناء دول إفريقيا من المهاجرين.. إن أحلام ترامب أن يعقد الصفقات، ويجمع الأموال، ويقوم بدور رجل الأعمال الذى قرر أن ينهب شعوب الأرض بالقوة والسلاح.
ينبغى ألا يفرط زعيم إفريقى أو غير إفريقى فى كرامته فى البيت الأبيض، ويقبل الإهانة حتى من رئيس أمريكا.. إن إفريقيا كانت يومًا الأرض التى تحررت بالدماء، وقدمت الزعماء والشهداء، وهى لن تكون إحدى صفقات الرئيس ترامب أو غيره.. كرامة الرؤساء من كرامة شعوبهم...
إن ترحيب ترامب برجل قاتل مثل نيتانياهو ليس شرفًا لأمريكا، وأى زعيم إفريقى أهم وأكبر من عصابة تل أبيب..
ما حدث من الرئيس ترامب يتعارض مع قواعد الدبلوماسية، ولا يليق برئيس دولة عادية، وليست دولة تحكم العالم.