بقلم:فاروق جويدة
يبدو أن الرواية وصلت إلى آخر مشاهدها، واتفق الجميع على نزع سلاح غزة ، وهذا يعنى أن تفعل إسرائيل بأهل غزة كل ما تريد: قتلا ودمارا وتهجيرا.. إن القبول بهذا القرار الظالم يعنى أنه لا ضمانات لقيام الدولة الفلسطينية، ولا احتمال لإعادة بناء غزة، ولا شيء يمنع إسرائيل أن تقتل أطفال غزة كلما أرادت.. وقبل هذا كله، لن تتراجع إسرائيل عن خطة التهجير تمهيدا لإقامة أبراج ترامب على شواطئ غزة. إن نزع سلاح المقاومة الفلسطينية هزيمة لم تتم، لأن المقاومة ما زالت صامدة وما زالت تحارب. والشعب الجزائرى حارب فرنسا مائة عام، وعمر المختار ألحق كل الهزائم بحشود إيطاليا، وأمريكا هُزمت فى فيتنام وأفغانستان، ولا يُعقل أن تُصفى القضية الفلسطينية فى ظل مؤامرة خبيثة..
هل هناك ضمانات دولية لحماية شعب غزة ؟ وهل هناك موقف دولى يمنع التهجير؟ وما الذى يمنع إسرائيل من الانتقام من رموز المقاومة؟ وإذا كانت إسرائيل ترفض حتى الآن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما الذى يضمن دخولها؟ وما هو مستقبل الضفة وقد هجّرت إسرائيل سكانها وهدمت بيوتهم؟
إن الإصرار على نزع سلاح المقاومة هدف يحمل مؤامرة شريرة، هدفها تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهل غزة وقيام دولة إسرائيل الكبري، وعلى المتظلم أن يلجأ لمحكمة العدل الدولية..
ما يدور الآن فى الكواليس السياسية حول غزة لا يمكن أن يكون فى مصلحة الشعب الفلسطيني، لأنه استكمال لتصفية القضية.. ان غزة لن تستسلم وكل شبر فى أرضها لن يقبل التهجير، والشعب الذى صمد حتى الآن أمام وحشية القتلة سوف يبقى فى ارضه ولن يتركها.