بقلم:فاروق جويدة
تمادت إسرائيل فى أطماعها ووحشيتها، ووضعت خطة لتغيير العالم العربى، وتفاخرَت بأنها تخوض حربًا على سبع جبهات، وأن على العالم أن يتقبل فكرة نسيان الدولة الفلسطينية.. وقد أيدت أمريكا المشروع الصهيونى ، بل إنها دخلت الحرب مع إسرائيل، واجتاحت اليمن بحرًا وسماءً وأرضًا.. ولكن الحسابات تغيّرت؛ لا غزة استسلمت، ولا صواريخ الحوثى باليمن هدأت.. وكانت مفاجأة صاروخ مطار بن جوريون أخطر رسالة أرسلها الحوثى إلى أمريكا وإسرائيل فى وقت واحد.. إن الجيش الأمريكى بكل قدراته وطائراته وسفنه الحربية لم يحسم معركته مع الحوثى فى اليمن، وهروب الآلاف وتوقف حركة الطائرات فى مطار بن جوريون أكدا فشل التكنولوجيا المتقدمة جدًّا فى مواجهة صواريخ الحوثى.. نحن أمام حسابات جديدة، لأن قوة الحوثى البسيطة أربكت الطيران الأمريكى، وصاروخ هبط فى المطار الإسرائيلى أكد أن إسرائيل، رغم الدعم الأمريكى، ما زالت تعانى أمام حالة الرعب التى جعلت شركات الطيران فى العالم توقف رحلاتها إلى إسرائيل، خاصة أن صواريخ الحوثى اكتسبت قدرات تكنولوجية جديدة تواجه مصادر الدفاع فى أمريكا وإسرائيل معًا.
إن صواريخ الحوثى رسالة لكل شعوب العالم أن القوة المتوحشة لن تُسقِط إرادة الشعوب فى الدفاع عن حقها فى الحياة، وأن الحسابات فى أمريكا وإسرائيل سوف تتغير، لأن الشعب الفلسطينى لن يفرط فى أرضه ووطنه، وصواريخ الحوثى لن تتوقف. وعلى كل الأطراف أن تعيد حساباتها، فلم تعد التكنولوجيا حكرًا على الأقوياء، بل هى منحة من السماء للضعفاء الذين يواجهون وحشية القوى الغاشمة.. إن ما يحدث من الحوثى يغير كل الحسابات أمام أمريكا الدولة العظمى التى تورطت مع إسرائيل فى كارثة إنسانية أضافت صفحات من الوحشية والدمار إلى قضية حركت ضمير العالم..