بقلم:فاروق جويدة
عادت قضية تهجير سكان غزة تدور في وسائل الإعلام العالمية، وقيل إنها ترددت في خمسة مصادر، والخلاصة أن هناك ما يشبه الاتفاق بين إسرائيل وترامب على تهجير مليون فلسطيني من سكان غزة إلى ليبيا. وهناك شواهد تؤكد هذا التوجه، منها إصرار إسرائيل على استمرار الحرب ورفض فتح المعابر لاستمرار كارثة التجويع. وكان الأهم أن رحلة ترامب إلى دول الخليج لم تقترب من الموقف في غزة، وربما كانت عودة الحرب الأهلية إلى ليبيا تمهيدًا لهذه الخطة.. إن عودة الحديث عن التهجير إلى ليبيا تتجاهل وجود قوات أجنبية على الأراضي الليبية، وحالة الانقسام والحرب الأهلية التي تشتعل من وقت لآخر، ولا أحد يعرف المناطق التي ستتجه إليها مواكب التهجير. هل على حدود مصر؟ أم عمق السودان وتشاد ودول شمال إفريقيا؟ وقيل أيضًا إن بعض الدول سوف تتحمل أعباء هذه الصفقة، وينبغي ألا ننسى حقول الغاز والبترول على شواطئ ليبيا في البحر المتوسط.. إن تهجير أهل غزة يعني نهاية القضية الفلسطينية، وعدم قيام دولة، واستيلاء إسرائيل على الأماكن المقدسة، وإعلان قيام دولة إسرائيل الكبرى، وعودة الفلسطينيين إلى الشتات والمنافي، وقد تكون هناك دول عربية أخرى سوف تتجه إليها مواكب التهجير. الواضح أن المسلسل في بداية حلقاته، وأن القادم أسوأ، وأن حالة الانقسام بين الدول العربية تشجع على مزيد من المؤامرات والأطماع.
إن الصمت الرهيب، وتجاهل ما يجري في غزة من قتل ودمار وتجويع، كلها شواهد تؤكد أننا أمام مؤامرة تتجاوز حدود غزة والضفة، وأن قصة التهجير إلى ليبيا – إن صدقت – فلا عاصم اليوم من أمر الله.