بقلم : فاروق جويدة
لا توجد دول فى العالم وقفت مع أمريكا مثل دول الخليج، التى قدمت البترول والمال والقواعد العسكرية، وفتحت أمامها كل العواصم، وكان الموقف الأمريكى فى العدوان الإسرائيلى على الدوحة أسوأ صور الخيانة ولا يتناسب مع الاستقبال الحافل للرئيس ترامب فى الدوحة من جانب أمير قطر الشيخ تميم.
لقد تآمرت أمريكا مع إسرائيل فى الاعتداء على الدوحة على الرغم من أن دولة قطر وقفت بكل جدية فى مفاوضات السلام بين إسرائيل وحماس، وقدمت كل ألوان الدعم لأهل غزة، وكانت هناك علاقات قوية بين قطر وإسرائيل.
كان موقفاً غريباً أن تتفق أمريكا مع إسرائيل فى جريمة الدوحة، وهناك أخبار متضاربة حول القاعدة التى انطلقت منها الطائرات التى ضربت الدوحة التى زارها الرئيس ترامب فى رحلته الأخيرة لدول الخليج.
إن موقف أمريكا تجاوز كل ألوان التآمر ووضع الدولة الكبرى فى أسوأ الصور أمام العالم، وأصبح من الضرورى أن تراجع الدول العربية علاقاتها مع أمريكا قرارا وتعاملًا واستثمارا.
إن العلاقة بين إسرائيل وأمريكا علاقة مشبوهة، وأبعد ما تكون عن العلاقات السوية، ولا شك أن دول الخليج بصفة خاصة يجب أن تراجع مواقفها فى التعاون مع أمريكا فى كل المجالات، ابتداءً بالقواعد العسكرية وانتهاءً بصفقات السلاح، خاصة أن الرئيس ترامب يفكر فى بيع القواعد العسكرية للدول التى توجد فيها منذ فترة بعيدة، وأمريكا تتمادى فى مواقفها ضد الدول العربية، وكانت جريمة الدوحة آخر وأسوأ هذه المواقف. مطلوب من الإدارة الأمريكية أن تعيد حساباتها مع العالم العربى إذا أرادت البقاء فيه، وأن تتخلى عن سياسات التآمر والتدليس والتضليل.