بقلم : فاروق جويدة
لا أعتقد أن إيران سوف تتراجع عن مشروعها النووي، لأن إيران لم تُهزم فى الحرب، بل إنها ألحقت بإسرائيل خسائر لم تشهدها من قبل .. إن حجم الدمار الذى أصاب عشرات المواقع فى إسرائيل لم يحدث من قبل ، لقد كبّدت الصواريخ الإيرانية إسرائيل أكبر خسائر تصيبها منذ إنشائها.. ولولا اشتراك أمريكا فى ضرب المواقع النووية ، لخرجت إسرائيل بهزيمة غير مسبوقة.. لقد استخفّت إسرائيل بقدرات إيران، وأيدتها أمريكا ، رغم أن الغرب يدرك دور إيران تاريخيًا وحضاريًا وإنسانيًا .. إن خلف إيران تاريخًا عريقًا، والحضارة الفارسية علامات فى التاريخ الإنساني.
أخطأت إسرائيل فى تقدير إيران ، الحضارة والقدرات، واستخفّت أمريكا بقدرة إيران على الصمود ، وكانت النتيجة أن إيران لم تُهزم ولم تستسلم. وربما كانت حربها مع إسرائيل أخطر رسالة للمشروع الصهيونى الذى استباح حق الشعوب فى حياة كريمة..
إن الحرب لم تنتهِ ، ومشروع إيران النووى لن يتراجع،
وسوف تعيد أمريكا حساباتها بعيدًا عن أكاذيب إسرائيل، لأن إيران، التاريخ والحضارة، لن تستسلم لتجّار الحروب وقتلة العصر.. من الصعب أن تفرض أمريكا الوصاية على شعب صنع الحضارة واحتل صفحات مضيئة فى تاريخ البشر.
إيران دولة كبيرة وشعب عريق ، وأكبر من أن تهزمه عصابة.. رغم تداخل الأدوار واختلال الموازين ، سوف تبقى مقاييس الحضارة تضع أصحابها دائمًا فى مقدمة الصفوف.. دورًا وقيمة وتاريخًا..
لقد عادت إيران تحيى مشروعها النووى الذى تعتقد أمريكا أنها قضت عليه، وكل الشواهد تؤكد أن اليورانيوم المُخصب تم تهريبه، وهذا يعنى أن إيران سوف تُعيد مشروعها ولن تُفرط فيه.