بقلم : فاروق جويدة
أخيرًا ظهر الوجه الحقيقي لأسلوب إدارة الرئيس ترامب، إنه ليس سياسيًا في تعامله مع السياسة الدولية والعلاقات بين الشعوب، ولكن الرجل أنشأ مدرسة جديدة هي «العقارات السياسية»، جمع فيها بين تجارة المقاولات والسياسة. لقد حاول أن يدير السياسة بمنطق تلك المدرسة. ذهب إلى أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا ونجح في إبرام صفقة المعادن مع أوكرانيا قبل أن يحسم قضية الحرب. وحاول أن يحول غزة إلى منتجع سياحي قبل أن توقف إسرائيل العدوان. وتحدث عن مستقبل إيران الاقتصادي قبل استكمال المفاوضات، وأشعل المواجهة الاقتصادية مع الصين وأوروبا. إن أمريكا لم تعد مدرسة في السياسة والعلاقات الدولية، ولكنها تحولت إلى مؤسسة اقتصادية لإبرام الصفقات.
وعلى دول العالم أن تفتش في حساباتها قبل أن توقع اتفاقًا مع أمريكا في أي قضية سياسية. إن الرئيس ترامب يرسم صورة لعالم جديد، أنه يريد ثروات الدول قبل العلاقات السياسية، ويريد أن يضيف لأمريكا أرضًا جديدة، وعلي العالم أن يتجاوب مع أفكار أمريكا الجديدة، لأننا أمام مدرسة في العلاقات الدولية استبدلت السياسة بالمقاولات، وربما وجدنا بعد ذلك منتجعات وشققًا وفيلات للبيع في أي مكان في العالم تحمل اسم الرئيس ترامب. كل شئ ممكن.
نحن أمام عالم جديد يتشكل من خلال حالة فكرية جديدة وغريبة، أمام رئيس يطرح نفسه كمصلح وزعيم وفيلسوف وإن كان منصب البابا يلعب في خياله.. لا أدري ماذا يحمل الرئيس ترامب للعرب في زيارته خاصة أن لديه مطالب كثيرة تتجاوز قدرات البعض .. ربنا يستر.