بقلم : عبد المنعم سعيد
الاستراحة فى الأفلام تكون قصيرة؛ وبعدها تتسارع الأحداث وأثناءها تختلف النظارة حول تفسير ما جري، وهو ما حدث بصدد عما إذا كانت الضربة الأمريكية مدمرة لمفاعلات نطنز وأصفهان وفوردو حيث يوجد اليورانيوم عالى التخصيب بنسبة 60%؛ أم أن ما حدث هو أضرار جرت لمفاعلات فارغة. الصوت الأمريكى - الرئيس ترامب - كان عاليا بأنه تحقق نصر لم يتحقق عبر العصور بالقضاء على أسلحة نووية فى ضربة قاصمة. طهران كان صوتها خافتا لأنها تريد بقاء نقلها للجواهر النووية سرا، ولكن إنقاذ ماء الوجه ما لبث أن سرب الوقائع والصور، مضافا إليه أن إسرائيل والولايات المتحدة سوف يتلقيان العقاب: الأولى باستخدام الصواريخ لضرب المدن؛ والثانية بضرب القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة. عادة فإن الجزء الثانى من الفيلم بعد الإثارة الافتتاحية تبدأ فى تأسيس الانفراج للعقدة الكبرى للحرب وهى البحث عن السلام. البطل هو ترامب وهو القادر على الحديث عن جهنم، ووقتما يريد الانتقال السريع إلى الأمور «الجميلة» التى هى بداية السلام: وقف إطلاق النار.
الوصول إلى هذه النقطة يحتاج إلى تقسيم «النصر» بين الأطراف، والحصول على ما ينقذ ماء الوجه أمام الجمهور ؛ ترامب حصل على كل شيء فقد دمر الأسلحة النووية دون دماء نازفة، وبدون إشعاعات قاتلة. ولكنه يحتاج الآن إلى السلام لعل هيئة نوبل تلاحظ جهوده؛ ولكن السلام لا يأتى إلا إذا حصلت إيران على نصر تقول به للأجيال القادمة، فقد حاربت إسرائيل الغادرة ومعها واشنطن، ولديها ادعاء حصولها على العزيز من الجوهر النووي. ولكنها تحتاج إلى ضربة إضافية لقاعدة عسكرية أمريكية فجرى تسلسل الأحداث كما هو معلوم: تخبر إيران قطر والولايات المتحدة بموعد هجوم صاروخى على قاعدة العديد التى يجرى تفريغها من كل شيء؛ وتطلق طهران 15 صاروخا يدمر منها 14 فى الطريق والأخير ينفجر للتاريخ. إسرائيل أعلنت انتصارها عدة مرات طوال فترة الحرب؛ اتفقت الأطراف على وقف إطلاق النار.