بقلم : عبد المنعم سعيد
الخلاص من الحالة الدامية التى تعيشها المنطقة العربية بدأ عقب «الربيع العربي» عندما انفرد عدد من الدول العربية باتباع مشروع وطنى يعطى حلما وواقعا خلال فترة زمنية تنتهى فى 2030. النهاية هنا رمزية لأن المشروع سوف ينقل الدولة إلى أخرى. لم تكن دول الميليشيات وحدها فى الساحة ولكن صاحبها صمود الدول الملكية فى الخليج والأردن والمغرب ؛ ومن بين الجمهوريات مصر، لكى تحافظ على الدولة الوطنية، وتقوم بعمليات إصلاح ضرورية لتلافى ما كان من قصور تسلل من خلاله الجماعات الفوضوية التى لا تعرف لنفسها هدفا، والجماعات الدينية التى لديها مشروعها الظلامي. أخذت المسيرة أشكالا متعددة نحو الإصلاح والبناء والسلام والتغيير الاقتصادى والاجتماعي. مصر رغم الصعوبات العديدة التى ولدها عهد الثورات والإخوان والزيادة السكانية ؛ فإن مصر خرجت من الاحتباس فى وادى النيل إلى البحار والسواحل والبحيرات، وتضاعف المعمور المصرى رغم تحديات الإرهاب والجائحة والأزمات الدولية والإقليمية.
ولا يلخص الموقف الجديد لهذه المجموعة من الدول قدر ما يجرى من احتفال الدولة الوطنية السعودية بما حققته من معدلات النمو السريعة؛ وقدرات الأداء لرؤية السعودية 2030، والتنويع فى الاقتصاد وموارده بحيث يتراجع الاعتماد المخيف على النفط. وفى الدولة الوطنية السعودية جرى استيعاب الشباب والمرأة وانتهت الغربة الشيعية، وانتقلت البلاد إلى مرحلة تختلف جذريا عن كل المراحل السابقة عرفت بالمحافظة والتقليد والتشدد والتزمت. الإمارات العربية المتحدة شكلت نموذجا ثالثا عندما تكون أولا نموذج دبى التى جلبت تجربة سنغافورة إلى المنطقة العربية؛ ثم ثانيا نموذج أبوظبى الذى تبنى اقتصاد السوق والتنوع الإنسانى والتسامح مع أديان ومذاهب مختلفة ومتابعة الجديد فى العلوم والتكنولوجيا. الأردن والمغرب قاما بعمليات إصلاحات داخلية تجاوزت قلق الشباب، ورعونة الإخوان والتنظيمات الدينية. هذه النماذج كان لها صداها فى بلدان عربية تتبنى السعى والتدعيم لفكر الدولة الوطنية فى تجديد الفكر الدينى والسعى إلى إقامة إقليم قائم على السلام والتنمية والبناء.