بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هل تعلم عزيزى القارئ (وأنا أخاطب هنا الرجال وليس النساء) أن اليوم هو يوم الإحتفال بك، يصفتك «رجلا»..؟ أي بصفتك ذكرا لا أنثى..! إننى أعترف ابتداء بأننى لم أسمع من قبل عن ذلك اليوم، أو ذلك العيد، إلا الأمس فقط..؟ وعندما بحثت، عرفت أن الاحتفال به يعود إلى نحو ربع قرن، في 1999 حيث تم لأول مرة في دويلة «ترينيداد وتوباجو»، (التي تتكون من مجموعة جزر صغيرة تقع في أقصى جنوب البحر الكاريبى، جنوب أمريكا الشمالية)...، عندما بادر أستاذ للتاريخ فيها، لتكريم والده، والتذكير بأهمية الدور الذى يقوم به «الرجل» في المجتمع . ثم مالبث أن انتقل الاحتفال به إلى الدول الأخرى...وقد فهمت أنه يحتفل به الآن في أكثر من ثمانين دولة في العالم !! غير أننى في الحقيقة لا اتفهم جيدا مغزى ذلك الأحتفال، إلا مثلا من زاوية التركيز على المشكلات أوالقضايا التي تواجه الرجل بوجه خاص، أي التي تواجهه (بصفته رجلا أو ذكرا)، مثل الأمراض الذكورية الشائعة كالتهابات البروستاتا أو الإيدز، أو مشكلات الرجال المقترنة بقيامهم بأعمال تقتصر عليهم، بحكم لياقتهم البدنية النسبية، مثلما يتم في بعض الحرف الشاقة، أو الصناعات الثقيلة، أو حتى مشكلات الرجل النفسية في علاقته بالجنس الآخر ..المرأة، أو الآلام النفسية التي يمكن أن تصيب الرجل في علاقته بزوجته، وما يمكن أن يترتب على ذلك من احتمالات و آثار الطلاق...إلخ . هذه هي نماذج بعض القضايا أو المشكلات التي قد يواجهها الرجل بصفته «رجلا»! وهذه تختلف تماما عن المشاكل أو القضايا التي يواجهها الرجل بصفته أبا ! تماما مثلما تختلف طبيعة ومشكلات المرأة في علاقتها بالرجل وبالعالم، عن مشكلاتها ومكانتها، وقيمتها الغالية كأم! و في هذا السياق لا أحبذ في الحقيقة ما أعتبره بدعة الاحتفال بيوم الرجل! ولكن مرحبا ثم مرحبا..، بيوم الاب أو عيد الأب، تماما مثل يوم الأم أو عيد الأم.