بقلم : أسامة الرنتيسي
كلما سمعت عن حادث أو تفجير في منطقة المزة في العاصمة السورية دمشق يقفز فورا إلى ذهني القيادي الكبير نايف حواتمة الذي لا أعلم ماذا يفعل حتى الآن في دمشق؟ وقد طرحت هذا التساؤل سابقا عندما أصيب حواتمة في الانفجار الإرهابي الذي هز العاصمة السورية في 23 فبراير 2013.
حواتمة الذي دخل عامه التسعين، وترك قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في أيار 2024 ليخلفه فهد سليمان بعد تراجع حالته الصحية، هذه الحال تفتح مئات الأسئلة، أقلها ماذا يفعل حتى الآن حواتمة في دمشق، وهل ينتظر الموت المجاني بعد كل هذه السنوات من النضال والمعارك العسكرية التي شارك فيها وشهد وقائعها في عدد من المدن العربية، ولم يصب فيها، فهل يموت في انفجار إرهابي، كما مات عشرات ومئات السوريين.
حواتمة، ليس اسمًا عاديًا، فهو أحد رموز النضال اليساري العالمي، الذي وضع بصمات في عديد الثورات العربية، وهو ما تبقى من الرموز النضالية الفلسطينية العربية التأريخية، الذين ما زالوا متمسكين بالفكر والنضال اليساري، ولم يحيدوا عن تطلعات الشعوب نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
حواتمة ابن (90 عاما) التي قضاها مشاركا في حماية المشروع الوطني الفلسطيني، وبناء التيارات الديمقراطية، بدءا من اليمن وعُمان ومصر وفلسطين المحتلة…، وداعما لأي تيار يساري عالمي، يعيش في العاصمة السورية منذ الثمانينيات بعد الخروج من بيروت، حتى محاولة العودة لفلسطين التي تهربت إسرائيل من استحقاقاتها، قبل 27 عاما.
بقاء حواتمة في دمشق فيه خطورة على حياته، وهذا يستدعي أن تفكر قيادة الجبهة سريعا في إيجاد مكان آخر لإقامته، حتى لا نخسر مجانا رمزا سياسيا تأريخيا.
حواتمة، بكل تأكيد، إن السلط هي الأقرب إلى رام الله، وإذا كانت الخاتمة (بعد عمر طويل) في إحداهما، لا فرق ؛ فالهواء مشترك، وهو الأقرب إلى جبال القدس، وأحلامنا.
الدايم الله…