بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هذا يوم مجيد في حياتى لا أنساه ابدا! يوم 21 أكتوبر 1967، الذى صادف يوم أمس ذكراه الثامنة والخمسين! إنه يسجل الواقعة الأولى، التي شعرفيها جيلنا بالأمل، والثقة بالنفس، بعد هزيمة يونيو 1967 المهينة من إسرائيل! نعم شعرنا في ذلك اليوم بـ«عودة الروح» بعد مشاعر الألم والمرارة التي غمرت بها الهزيمة نفوس الشعب المصرى كله. كنت أنا، مع جيلى، في عز وعينا، وفي عز شبابنا! تخيم علينا مشاعرالإحباط والغضب وقد بدأت مصر جهودها لـ«إزالة آثار العدوان»! ووفقا لما سجل من وقائع تلك الفترة الحاسمة من تاريخ المواجهة البحرية مع إسرائيل، فقد بدأ استفزاز البحرية الإسرائيلية للبحرية المصرية، بدخول المدمرة إيلات المياه المصرية في يوليو 1967 بعد شهر واحد من حرب 1967، شمال شرق بور سعيد، وتصدى لها زورقا طوربيد مصريان بقيادة النقيب عونى عازر، والنقيب ممدوح شمس..اللذين استشهدا في مهمتهما غير المتكافئة. غير أن «إيلات» عادت في 18 أكتوبر 1967 لاختراق المياه الإقليمية شمال شرق بورسعيد على بعد ميل ونصف. وفى مواجهة ذلك التحدى الوقح، وبإذن من الرئيس عبدالناصر، والقائد العام للقوات المسلحة في ذلك الحين، الفريق محمد فوزى، صدرت التعليمات إلى زورقى صواريخ، مرابطين في قاعدة بور سعيد بقيادة كل من النقيب أحمد شاكر، والنقيب لطفى جاب الله، للاشتباك مع المدمرة الإسرائيلية. وبالفعل ،أطلق الصاروخ الأول على المدمرة العملاقة فأخذت تميل على جانبها، ثم لاحقها الصاروخ الثانى، فأكمل إغراقها في أعماق المياه شرق بور سعيد...، وتبين أن المدمرة كانت تضم- إلى جانب طاقمها- ، نحو مائة من طلبة الكلية الحربية الإسرائيلية! تلك هي المناسبة الحديثة التي اختارتها القوات البحرية المصرية، عيدا حديثا لها، وهى التي يمتد تاريخها من الحقبة الفرعونية حتى محمد على باشا الذى كاد بالبحرية المصرية يقضى على الدولة العثمانية، لولا تدخل القوى الأوروبية عام 1848.